عزوجل في جميع ذلك عدل في قضائه ، وحكيم في أفعاله : لا يفعل بعباده إلا الاصلح لهم ولا قوة لهم إلا به.
٤ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : « وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير » أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته هو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصوصمون؟ فقال : إن رسول الله (ص) كان يتوب إلى الله عزوجل ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب ، إن الله عزوجل يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب (١).
بيان : أي كما أن الاستغفار يكون في غالب الناس لحط الذنوب وفي الانبياء لرفع الدرجات ، فكذلك المصائب.
٥ ـ ير : أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب عن ضريس قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول واناس من أصحابه حوله : وأعجب من قوم يتولوننا ويجعلوننا أئمة ، ويصفون بأن طاعتنا عليهم مفترضة كطاعة الله ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم ، فينقصون حقنا ويعيبون بذلك علينا من أعطاه الله برهان حق معرفتنا ، والتسليم لامرنا ، أترون أن الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ، ثم يخفي عنهم أخبار السماوات والارض ، ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم؟
فقال له حمران : جلعت فداك يا أبا جعفر أرأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب عليهالسلام والحسن والحسين وخروجهم وقيامهم بدين الله وما اصيبوا به من قتل الطواغيت إياهم والظفر بهم ، حتى قتلوا أو غلبوا؟ فقال أبوجعفر عليهالسلام : يا حمران إن الله تبارك تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه ، ثم أجراه ، فبتقدم علم من رسلو الله إليهم في ذلك قام علي والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، وبعلم صمت من صمت منا.
____________________
(١) معانى الاخبار ص ٣٨٣ و ٣٨٤.