عليه السلام لم يرفع حجر عن وجه الأرض إلا وجد تحته دم عبيط حتى طلع الفجر وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها هارون أخو موسى عليه السلام وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون وكذلك كانت الليلة التي رفع فيها عيسى ابن مريم وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها شمعون بن حمون الصفا وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب عليه السلام وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها الحسين بن علي عليهما السلام.
قال فتربد وجه هشام حتى انتقع لونه وهم أن يبطش بأبي فقال له أبي يا أمير المؤمنين الواجب على العباد الطاعة لإمامهم والصدق له بالنصيحة وإن الذي دعاني إلى أن أجبت أمير المؤمنين فيما سألني عنه معرفتي له بما يجب له علي من الطاعة فليحسن أمير المؤمنين الظن فقال له هشام انصرف إلى أهلك إذا شئت قال فخرج فقال له هشام عند خروجه أعطني عهد الله وميثاقه أن لا توقع هذا الحديث إلى أحد حتى أموت فأعطاه أبي من ذلك ما أرضاه وذكر الحديث بطوله (١).
بيان : قال الجوهري تربد وجه فلان أي تغير من الغضب وانتقع لونه على بناء المجهول أي تغير من حزن أو سرور.
٦ ـ مل : أحمد بن عبد الله بن علي عن عبد الرحمن السلمي وقال أحمد وأخبرني عمي عن أبيه عن أبي نضرة عن رجل من أهل بيت المقدس أنه قال : والله لقد عرفنا أهل بيت المقدس ونواحيها ـ عشية قتل الحسين بن علي قلت وكيف ذلك قال ما رفعنا حجرا ولا مدرا وصخرا إلا ورأينا تحتها دما يغلي واحمرت الحيطان كالعلق ومطرنا ثلاثة أيام دما عبيطا وسمعنا مناديا ينادي في جوف الليل يقول
أترجو أمة قتلت حسينا |
|
شفاعة جده يوم الحساب |
معاذ الله لا نلتم يقينا |
|
شفاعة أحمد وأبي تراب |
__________________
(١) كامل الزيارات ص ٧٥ و ٧٦.