وللصاحب أيضا رحمهالله من قصيدة طويلة :
هم وكدوا أمر الدعي يزيد ملفوظ السفاح |
|
فسطا على روح الحسين وأهله جم الجماح (١) |
صرعوهم قتلوهم نحروهم نحر الأضاحي |
|
يا دمع حي على انسجام ثم حي على انسفاح |
في أهل حي على الصلاة وأهل حي على الفلاح |
|
يحمي يزيد نساءه بين النضائد والوشاح |
وبنات أحمد قد كشفن على حريم مستباح |
|
ليت النوائح ما سكتن عن النياحة والصياح |
يا سادتي لكم ودادي وهو داعية امتداحي |
|
وبذكر فضلكم اغتباقي كل يوم واصطباحي (٢) |
لزم ابن عباد ولاءكم الصريح بلا براح |
أقول : وقال ابن نما رحمهالله رويت إلى ابن عائشة قال مر سليمان بن قتة العدوي مولى بني تيم بكربلاء بعد قتل الحسين عليه السلام بثلاث فنظر إلى مصارعهم فاتكأ على فرس له عربية وأنشأ :
مررت على أبيات آل محمد |
|
فلم أرها أمثالها يوم حلت (٣) |
ألم تر أن الشمس أضحت مريضة |
|
لفقد حسين والبلاد اقشعرت |
وكانوا رجاء ثم أضحوا رزية |
|
لقد عظمت تلك الرزايا وجلت |
وتسألنا قيس فنعطي فقيرها |
|
وتقتلنا قيس إذا النعل زلت |
__________________
(١) الجم : الكثير من كل شيء ، والجماح كأنه جمع جموح أو جامح : الفرس الذي يركب رأسه لا يثنيه شيء.
(٢) الاغتباق : شرب الغبوق : وهو ما يشرب بالعشى والاصطباح : شرب الصبوح : ما يشرب بالصباح.
(٣) في أسد الغابة « حين حلت » وفي الاستيعاب « حين خلت ».