صلىاللهعليهوآله للحاضرين : أفضلكم وأعلمكم وأقضاكم علي ، فقال لها : أحسنت فبما تفضلينه على سليمان؟ فقالت : الله تعالى فضله عليه بقوله تعالى : « رب هب ملكا لاينبغي لاحد من بعدي » (١) ومولانا أميرالمؤمنين علي عليهالسلام قال : طلقتك يا دنيا ثلاثا لا حاجة لي فيك ، فعند ذلك أنزل الله تعالى فيه « تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض ولافساد » (٢) فقال : أحسنت يا حرة فبما تفضلينه على عيسى بن مريم عليهالسلام؟ قالت : الله تعالى عزوجل فضله بقوله تعالى « إذا قال الله يا عيسى بن مريمءأنت قلت للناس اتخذوني وامي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ماليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب * ما قلت لهم إلا ما أمرتني به » الآية (٣) فأخرالحكومة إلى يوم القيامة ، وعلي بن أبي طالب لما ادعوا النصيرية (٤) فيه ما ادعوه قتلهم ولم يؤخر حكومتهم ، فهذه كانت فضائله لم تعد بفضائل غير قال : أحسنت يا حرة خرجت من جوابك ، ولو لا ذلك لكان ذلك ، ثم أجازها وأعطاها وسرحها سراحا حسنا رحمة الله عليها.
٢٦ ـ ضه : قال أبوعبدالله عليهالسلام : إن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين عليهالسلام فكان علي يثني عليه ، وما كان سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الامر ، وكان مستقيما ، وذكر أنه لما دخل على الحجاج بن يوسف قال : أنت
____________________
(١) سورة ص ، الاية : ٣٥.
(٢) سورة القصص ، الاية : ٨٣.
(٣) سورة المائدة ، الاية : ١١٦.
(٤) النصيرية : طائفة من الغلاة السبأية وملخص مقالتهم في الائمة من أهل البيت عليهم السلام ، أنهم روح اللاهوت وقد نقل ابن حزم في الفصل ج ٤ ص ١٤٢ ، والشهرستانى في الملل والنحل بهامش الفضل ج ٢ ص ٢٢ وغيرهما تفصيل مقالاتهم ، وقال الشهرستانى عنهم : غلبوا في وقتنا هذا على جند الاردن بالشام وعلى مدينة طبرية خاصة اه ولقد افترى الشهرستانى وابن حزم في عد هذه الطائفة من فرق الشيعة.