قال النصراني : يا معشر النصارى ما رأيت أحدا قط أعلم من هذا الرجل لاتسألوني عن حرف وهذا بالشام ردوني فردوه إلى كهفه ورجع النصارى مع أبي جعفر صلوات الله عليه (١).
بيان : قوله : فربطوا عينيه ، لعلهم ربطوا حاجبيه فوق عينيه كما في الخرائج « فرأينا شيخا سقط حاجباه على عينيه من الكبر » وقد مر فيما رواه السيد « شد حاجبيه » ويحتمل أن يكون المراد ربط أشفار عينيه فوقهما لتنفتحا أو ربط ثوب شفيف على عينيه بحيث لا يمنع رؤيته من تحته لئلا يضره نور الشمس لاعتياده بالظلمة في الهكف.
قوله : لمليئ : أي جدير بأن يسأل عنه ، ثم اعلم أن قوله عليهالسلام مابين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ليس من ساعات الليل والنهار ، لا ينافي ما نقله العلامة وغيره من إجماع الشيعة على كونها من ساعات النهار ، إذ يمكن حمله على أن المراد أنها ساعة لاتشبه سائر ساعات الليل والنهار ، بل هي شبيهة بساعات الجنة ، وإنما جعلها الله في الدنيا ليعرفوا بها طيب هواء الجنة ولطافتها و اعتدالها ، على أنه يحتمل أن يكون عليهالسلام أجاب السائل على ما يوافق عرفه و اعتقاده ومصطلحه.
أقول : قد مر في باب احتجاجه عليهالسلام من الخرايج أن الديراني أسلم مع أصحابه على يديه عليهالسلام.
٣ ـ ص : بالاسناد عن الصدوق ، عن أحمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد ، عن علي بن عبدالعزيز ، عن يحيى بن بشير عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : بعث هشام بن عبدالملك إلى أبي عليهالسلام فأشخصه إلى الشام ، فلما دخل عليه قال له : يا أبا جعفر إنما بعثت إليك لاسألك عن مسألة لم يصلح أن يسألك عنها غيري ، ولا ينبغي أن يعرف هذه المسألة إلا رجل واحد ، فقال له أبي : يسألني أميرالمؤمنين عما أحب فإن علمت
____________________
(١) تفسير على بن ابراهيم ص ٨٨.