وفي خبر : عن أبي جعفر عليهالسلام إنه كان يخرج في الليلة الظلماء ، فيحمل الجراب على ظهره حتى يأتي بابا بابا ، فيقرعه ثم يناول من كان يخرج إليه ، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه ، الخبر.
وفي خبر : أنه كان إذا جنه الليل ، وهدأت العيون قام إلى منزله ، فجمع ما يبقى فيه عن قوت أهله ، وجعله في جراب ورمى به على عاتقه وخرج إلى دور الفقراء وهو متلثم ، ويفرق عليهم ، وكثيرا ما كانوا قياما على أبوابهم ينتظرونه فإذا رأوا تباشروا به ، وقالوا : جاء صاحب الجراب.
الحلية (١) قال الطائي : إن علي بن الحسين عليهالسلام كان إذا ناول الصدقة السائل قبله ثم ناوله.
شرف العروس : عن أبي عبدالله الدامغاني أنه كان علي بن الحسين عليهالسلام يتصدق بالسكر واللوز فسئل عن ذلك فقرأ قوله تعالى : « لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون » (٢) وكان عليهالسلام : يحبه.
____________________
(١) حلية الاولياء ج ٣ ص ١٣٧ وفيها « قبله » كما في الاصل. والظاهر تأنيث الضمير اما باعتبار الصدقة لما ورد من استحباب تقبيل الصدقة واستعادتها من يد السائل وتقبيلها واعادتها له ثانيا كما في حديث المعلى بن خنيس عن الصادق عليهالسلام قال : ان الله لم يخلق شيئا الا وله خازن يخزنه الا الصدقة ، فان الرب يليها بنفسه ، وكان أبى اذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتجعه منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل ، وذلك انها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ، فأحببت أن أقبلها اذ ولاها الله ، الحديث ، « الوسائل ج ٤ ص ٣٠٣ » واما تأنيثه باعتبار يد المتصدق لما ورد من استحباب تقبيل المتصدق يده كما روى ذلك ابن فهد الحلى في عدة الداعى ص ٤٤ من قول أميرالمؤمنين عليهالسلام اذا ناولتم السائل فليرد الذى يناوله يده إلى فيه فيقبلها ، فان الله عزوجل يأخذها قبل ان تقع في يد السائل فانه عزوجل يأخذ الصدقات ، ويحتمل أن يكون تذكير الضمير باعتبار « ما ناوله ».
(٢) سورة آل عمران الاية : ٩٢.