قال : فوجه يحيى فأشحن المجلس من المتكلمين ، وكان فيهم ضرار بن عمرو (١) وسليمان بن جرير (٢) وعبدالله بن يزيد الاباضي (٣) ومؤبد بن مؤبد ورأس الجالوت قال : فتساءلوا فتكافؤا ، وتناظروا ، وتقاطعوا ، وتناهوا إلى شاذ من مشاذ الكلام كل يقول لصاحبه : لم تجب ، ويقول : قد أجبت ، وكان ذلك عن يحيى حيلة على هشام ، إذ لم يعلم بذلك المجلس ، واغتنم ذلك لعلة كان أصابها هشام بن الحكم.
____________________
(١) ضرار بن عمرو : كان في بدو أمره تلميذا لواصل بن عطاء المعتزلى ثم خالفه في خلق الاعمال وانكار عذاب القبر ، ثم زعم أن الامامة بغير القرشيين اولى منها بالقرشى له نحو ثلاثين مؤلفا ، وكان غطفانيا قال الملطى في كتابه التنبيه والرد ص ٤٣ : ان المجلس كان له بالبصرة قبل ابى الهديل حتى اظهر الخلاف الخ ، وله اتباع يسمون الضرارية نسبة اليه ، لاحظ حاله وحالهم ومقاله ومقالهم في كتب الفرق والديانات كالفرق بين الفرق للبغدادى ص ١٢٩ ومختصره للرسعنى ص ١٣١ واعتقادات فرق المسلمين للامام فخر الدين الرازي ص ٦٩ والملل والنحل ج ١ ص ٩٤ بهامش الفصل وغيرها.
(٢) سليمان بن جرير الزيدى رئيس الفرقة السليمانية وقد تسمى جريرية ومن مقالته ان الامامة شورى وانها تنعقد برجلين من خيار الامة ، وأجاز امامة المفضول ، وكفره أهل السنة لانه كفر عثمان وتبرؤا منه كما أن محارب على عندهم كافر ، وله أقوال أخر ، لاحظ ذلك في الفرق بين الفرق للبغدادى ص ٢٤ ومختصره ص ٣٢ وفرق الشيعة للنوبختى ص ٩ ٦١ واعتقادات فرق المسلمين للرازي ص ٥٢ والملل والنحل وغير ذلك.
(٣) عبدالله بن يزيد الاباضى نسه إلى فرقة الاباضية وهم من فرق الخوارج ، منسوبون إلى عبدالله بن اباضى الخارجى الذى خرج في عهد مروان الحمار آخر ملوك بني أمية وقال الملطى في التنبيه والرد انهم أصحاب اباض بن عمرو خرجوا من سواد الكوفة فقتلوا الناس وسبوا الذرية وقتلوا الاطفال وكفروا الامة الخ ومنهم فرقة تدعى الحارثية اتباع حارث ابن يزيد الاباضى وهم الذين قالوا في باب القدر بمثل قول المعتزلة وزعموا أيضا ان الاستطاعة قبل الفعل الخ وزعمت الحارثية انه لم يكن لهم امام بعد المحكمة الاولى الا عبدالله ابن اباض وبعده الحارث بن يزيد الاباضى. والظاهر انه أخو عبدالله المذكور. وكان من متكلميهم.