بكر بن سعد بن زنكي فانه لما عزم على تعمير في محل قبره حيث هو الآن ، ظهر له قبر وجسد صحيح غير متغير وفي أصبعه خاتم منقوش فيه « العزة لله. أحمد بن موسى » فشرحوا الحال إلى أبي بكر فبنى عليه قبة ، وبعد مدة من السنين آذنت بالانهدام ، فجددت تعميرها الملكة تاشى خواتون ام السلطان الشيخ أبي إسحاق ابن السلطان محمود ، وبنت عليه قبة عالية ، وإلى جنب ذلك مدرسة ، وجعلت قبرها في جواره ، وتاريخه يقرب من سنة ٧٥٠ هجرية.
وفي سنة ١٢٤٣ جعل السلطان فتح علي شاه القاجاري عليه مشبكا من الفضة الخالصة ، ويوجد على قبره نصف قرآن بقطع البياض بالخط الكوفي الجيد على ورق من رق الغزال ، ونصفه الآخر بذلك الخط في مكتبة الرضا عليهالسلام وفي آخره : كتبه علي بن أبوطالب (١) فلذلك كان الاعتقاد بأنه خطه عليهالسلام.
وأورد بعض أن مخترع علم النحو لا يكتب المجرور مرفوعا والذي ببالي أن غير واحد من النحاة وأهل العربية صرح بأن الاب والابن إذا صارا علمين يعامل معهما معاملة الاعلام الشخصية في أحكامها ، وصرح بذلك صاحب التصريح وقال أبوالبقا في آخر كتابه الكليات : ومما جرى مجرى المثل الذي لايغير علي ابن أبيطالب حتى ترك في حالي النصب والجر على لفظه في حالة الرفع لانه اشتهر في ذلك وكذلك معاوية بن أبي سفيان وأبوامية انتهى.
وظني القوي أن القرآن بخط علي عليهالسلام لا يوجد إلا عند الحجة عليهالسلام وأن ( كاتب ) القرآن المدعى كونه بخطه عليهالسلام هو علي بن أبيطالب المغربي ، و كان معروفا بحسن الخط الكوفي ، ونظيرها هذا القرآن بذلك الرقم بعينه يوجد في مصر مقام رأس الحسين عليهالسلام كما ذكرنا أنه كان يوجد نظيره أيضا في المرقد العلوي المرتضوي ، وأنه احترق فيما احترق هذا وربما ينقل عن بعض أن مشهد السيد أحمد المذكور في بلخ ، والله العالم.
____________________
(١) ولعله من سوء القراءة فان الواو اذا كان آخرا يشبه في الخط الكوفي بالنون.