١٨ ـ كا : عدة من اصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عبدالله بن الصلت عن رجل من أهل بلخ قال : كنت مع الرضا عليهالسلام في سفرة إلى خراسان فدعا يوما بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم ، فقلت : جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة فقال : مه إن الرب تبارك وتعالى واحد والام واحدة والاب واحد والجزاء بالاعمال.
١٩ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن صندل ، عن ياسر ، عن اليسع بن حمزة قال : كنت أنا في مجلس أبي الحسن الرضا عليهالسلام أحدثه وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام ، إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال له : السلام عليك يا بن رسول الله رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك عليهمالسلام مصدري من الحج وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ به مرحلة ، فان رأيت أن تنهضني إلى بلدي والله علي نعمة ، فاذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك ، فلست موضع صدقة ، فقال له : اجلس رحمك الله ، وأقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا ، وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا ، فقال : أتأذنون لي في الدخول؟ فقال له : يا سليمان قدم الله أمرك ، فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة ثم خرج ورد الباب وأخرج يده من أعلى الباب وقال : أين الخراساني؟ فقال : ها أنا ذا فقال : خذ هذه المأتي دينار واستعن بها في مؤنتك ونفقتك وتبرك بها ولا تصدق بها عني ، واخرج فلا أراك ولا تراني.
ثم خرج فقال سليمان : جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت ، فلما ذا سترت وجهك عنه؟ فقال : مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته أما سمعت حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله : «المستتر بالحسنة ، تعدل سبعين حجة ، والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفور له» أما سمعت قول الاول :
متى آته يوما لا طلب حاجة |
|
رجعت إلى أهلى ووجهي بمائة (١) |
____________________
(١) الكافى ج ٤ ص ٢٣ و ٢٤ ،