حاضرة عندهم عليهمالسلام ، يرونها ويلتذون بها لكن لما كانت أجساما لطيفة روحانية ملكوتية لم يكن سائر الخلق يرونها فقوى الله بصر السائل با عجازه عليهالسلام حتى رآها.
فعلى هذا لا يبعد أن يكون في وادي السلام جنات ، وأنهار ، ورياض ، وحياض تتمتع بها أرواح المؤمنين بأجسادهم المثالية اللطيفة ، ونحن لانراها.
وبهذا الوجه تنحل كثير من الشبه عن المعجزات ، وأخبار البرزخ والمعاد وهذا قريب من عالم المثال الذي أثبته الاشراقيون من الحكماء والصوفية لكن بينهما فرق بين.
هذه هي التي خطرت ببالي وأرجو من الله أن يسددني في مقالي وفعالي.
١٦ ـ ير : محمد بن أحمد ، عن بعض أصحابنا ، عن معاوية بن حكيم ، عن أبي المفضل الشيباني (١) عن هارون بن الفضل قال : رأيت أبا الحسن عليهالسلام في اليوم
____________________
قال : قلت : يا أمير المؤمنين وانهم لكذلك؟ قال : نعم ولو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين يتحادثون ، فقلت : أجسام أم أرواح؟ فقال : أرواح ، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الارض الاقيل لروحه : الحقى بوادى السلام ، وانها لبقعة من جنة عدن.
(١) الشيبانى نسبة إلى شيبان بن ثعلبة ، بطن من بكربن وائل ، من العدنانية ، وهم بنوشيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل.
والرجل أبوالمفضل محمد بن عبدالله بن محمد بن عبيدالله بن البهلول بن همام بن المطلب بن همام بن بحر بن مطر بن مرة ـ الصغرى ـ بن همام بن مرة ـ وكان سيدهم في الجاهلية ـ بن ذهل بن شيبان.
قال النجاشى : سافر في طلب الحديث عمره ، أصله كوفى ، وكان في أول أمره ثبتا ثم خلط ورأيت جل أصحابنا يغمزونه ويضعفونه ، رأيت هذا النسخ وسمعت منه كثيراثم توقفت عن الرواية عنه الا بواسطة بينى وبينه.
وقال صاحب الذريعة : ولما كانت ولادة النجاشى سنة ٣٧٢ ، وكان عمره يوم وفاة أبى المفضل خمس عشرة سنة ، احتاط أن يروى عنه بلا واسطة بل كان يروى عنه بالواسطة كما صرح به فلا وجه حينئذ لد عوى أن توقف النجاشى كان لغمز فيه.