الثاني ومما تكون؟! لأن النور خير والخير لا يحدث شراً وهو الظلمة ..
وهؤلاء يزعمون أن المبدأ الأول من الأشخاص هو كيومرث والمعنى به آدم عليهالسلام وبعضهم قال المبدأ الأول هو زوران الكبير ويعد أول معلم لهم ثم النبي زرادشت.
وللكيومرثية مزاعم في خلق الظلمة وسيطرته على النور وهكذا بالنسبة للزورانية والزرادشتية كلها بهذين الأصلين النور والظلمة واختلفوا في الأصلين أنهما قديمان أزليان ، أم أحدهما قديم أزلي والآخر محدث؟ ثم قالوا أن بعض النور انمسخ فصار ظلمة. وأجلى صورة للتناسخ والحلول عند المجوس ظهرت في الزرادشتية ، وهؤلاء يعتقدون أن الله سبحانه خلق في غابر الأزمان وفي ملكوته الأعلى خلقاً روحانياً ولما مضت ثلاثة آلاف سنة أنفذ مشيئته في صورة من نور على تركيب صورة إنسان ثم أيده بالملائكة والكواكب والشمس والقمر ، ثم جعل روح زرادشت في شجرة أنشأها في أعلى عليين وبعدها مزج شبح زرادشت بلبن بقرة فشربه أبو زرادشت والتي صارت منها نطفة زرادشت وبعد أن ولد وبلغ من العمر ثلاثين سنة وبعضهم قال أربعين سنة بعثه الله نبياً ..
فزرادشت لا يحيد عن مقالة الفرق المجوسية إذ يقر النور والظلمة ، ويقول أنهما أصلان متضادان وكذلك يزدان واهرمن وهما مبدأ الموجودات وحصلت التراكيب من امتزاجهما. كما أن الخير والشر والفساد والصلاح والطهارة والخبث وكل شيء يضاده شيء آخر إنما حاصل ذلك كله من امتزاج النور والظلمة.
ومن مقولات الزرادشتية : أن أول ما خلق من الملائكة ( بهمن ) ثم ( ارديبهشت ) ثم ( شهريور ) ثم ( خرداد ) ثم ( مرداد ) وخلق بعضهم من بعض ، كما يؤخذ السراج من السراج من غير أن ينقص من الأول شيء. ومن مقالاتهم أن للعالم قوة إلهية هي المدبرة لجميع ما في العالم المنتهية مبادئها إلى كمالاتها. وهذه القوة تسمى : ( ماسبند ) وهي على لسان الصابئة : ( المدبر الأقرب ) وعلى لسان الفلاسفة ( العقل الفعال ) ومنه الفيض الالهي ، والعناية الربانية ، وعلى لسان المانوية ( الأرواح الطيبة ) وعلى لسان العرب ( الملائكة ) وعلى لسان الشرع والكتاب الإلهي ( الروح ) إذ قال