.................................................................................................
______________________________________________________
سيئات من استهزأت به ، وتساق إلى النار لأدهشك ذلك عن إخزاء صاحبك ، ولو عرفت حالك لكنت أولى أن يضحك منك فإنك سخرت به عند نفر قليل وعرضت نفسك لأن يأخذ بيدك في القيامة على ملإ من الناس ويسوقك تحت سيئاته كما يساق الحمار إلى النار مستهزئا بك وفرحا بخزيك ومسرورا بنصر الله إياه وتسلطه على الانتقام منك.
وأما الرحمة على إثمه فهو حسن ولكن حسدك إبليس واستنطقك بما ينقل من حسناتك إليه بما هو أكثر من رحمتك ، فيكون جبرا لإثم المرحوم فيخرج عن كونه مرحوما وتنقلب أنت مستحقا لأن تكون مرحوما إذا حبط أجرك ونقصت من حسناتك.
وكذلك الغضب لله لا يوجب الغيبة وإنما حبب إليك الشيطان الغيبة ليحبط أجر غضبك وتصير متعرضا لغضب الله بالغيبة.
وبالجملة فعلاج جميع ذلك المعرفة والتحقيق لها بهذه الأمور التي هي من أبواب الإيمان ، فمن قوي إيمانه بجميع ذلك انكف عن الغيبة لا محالة.
ثم ذكر رحمهالله الأعذار المرخصة في الغيبة فقال :
اعلم أن المرخص في ذكر مساءة الغير هو غرض صحيح في الشرع لا يمكن التوصل إليه إلا به فيدفع ذلك أثم الغيبة ، وقد حصروها في عشرة : « الأول » الظلم فإن من ذكر قاضيا بالظلم والخيانة وأخذ الرشوة كان مغتابا عاصيا ، وأما المظلوم من جهة القاضي فله أن يتظلم إلى من يرجو منه إزالة ظلمه ، وينسب القاضي إلى الظلم إذ لا يمكنه استيفاء حقه إلا به ، وقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لصاحب الحق مقال ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : مطل الغني ظلم ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : مطل الواجد يحل عرضه وعقوبته.