تبروأ من فعله ولا تبرؤوا منه ، أحبوه وابغضوا عمله ، قلت : فيسعنا أن نقول : فاسق فاجر؟ فقال : لا ، الفاسق الفاجر : الكافر الجاحد لنا الناصب لاوليائنا أبى الله أن يكون ولينا فاسقا فاجرا ، وإن عمل ما عمل ، ولكنكم تقولون فاسق العمل فاجر العمل ، مؤمن النفس خبيث الفعل ، طيب الروح والبدن ، والله ما يخرج ولينا من الدنيا إلا والله ورسوله ونحن عنه راضون ، يحشره الله على ما فيه من الذنوب مبيضا وجهه ، مستورة عورته ، آمنة روعته ، لا خوف عليه ولا حزن ، وذلك أنه لا يخرج من الدنيا حتى يصفى من الذنوب ، إما بمصيبة في مال أو نفس أو ولد أو مرض ، وأدنى ما يصفى به ولينا أن يريه الله رؤيا مهولة فيبح حزينا لما رأى فيكون ذلك كفارة له ، أو خوفا يرد عليه من أهل دولة الباطل ، أو يشدد عليه عند الموت ، فيلقى الله طاهرا من الذنوب ، آمنا روعته بمحمد صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام ثم يكون أمامه أحد الامرين : رحمة الله الواسعة التي هي أوسع من ذنوب أهل الارض جميعا ، وشفاعة محمد وأمير المؤمنين صلى الله عليهما ، إن أخطأته رحمة ربه أدركته شفاعة نبيه وأمير المؤمنين صلى الله عليهما فعندها تصيبه رحمة ربه الواسعة.
٩٧ ـ سن : عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، عن سليمان خالد قال : كنت في محملي أقرء إذ ناداني أبوعبدالله عليهالسلام أقرئ يا سليمان فأنا في هذه الايات التي في آخر تبارك « والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما » (١) فقال : هذه فينا أما والله لقد وعظنا وهو يعلم أنا لا نزني ، اقرأ يا سليمان فقرأت حتى انتهيت إلى قوله « إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات » قال : قف هذه فيكم إنه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عزوجل فيكون هو الذي يلي حسابه ، فيوقفه على سيئاته شيئا شيئا فيقول : عملت كذا في يوم كذا في ساعة كذا ، فيقول : أعرف يا رب حتى يوقفه على سيئاته كلها كل ذلك يقول : أعرف ، فيقول : سترتها عليك في الدنيا وأغفرها لك اليوم
__________________
(١) الفرقان : ٦٧ وما بعدها ذيلها إلى الاية : ٧٠.