وقال رجل للحسن بن علي عليهماالسلام : إني من شيعتكم فقال الحسن بن علي عليهالسلام : يا عبدالله إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعا فقد صدقت ، وإن كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها لا تقل لنا : أنا من شيعتكم ، ولكن قل : أنا من مواليكم ومحبيكم ومعادي أعدائكم ، وأنت في خير وإلى خير.
وقال رجل للحسين بن علي عليهماالسلام : يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم ، قال : اتق الله ولا تدعين شيئا يقول الله لك كذبت وفجرت في دعواك ، إن شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش وغل ودغل ، ولكن قل أنا من مواليكم ومحبيكم.
وقال رجل لعلي بن الحسين عليهماالسلام : يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم الخلص فقال له : يا عبدالله فاذا أنت كابراهيم الخليل عليهالسلام الذي قال الله « وإن من شيعته لابراهيم * إذ جاء ربه بقلب سليم » (١) فان كان قلبك كقلبه فأنت من شيعتنا ، وإن لم يكن قلبك كقلبه وهو طاهر من الغش والغل ، فأنت من محبينا وإلا فانك إن عرفت أنك بقولك كاذب فيه ، إنه لمبتلى بفالج لا يفارقك إلى الموت أو جذام ليكون كفارة لكذبك هذا.
وقال الباقر عليهالسلام لرجل فخرعلى آخر وقال : أتفاخرني وأنا من شيعة آل محمد الطيبين؟ فقال الباقر عليهالسلام : ما فخرت عليه ورب الكعبة وغبن منك على الكذب يا عبدالله ، أما لك معك تنفقه على نفسك أحب إليك أم تنفقه على إخوانك المؤمنين؟ قال : بل أنفقه على نفسي ، قال : فلست من شيعتنا ، فاننا نحن ما ننفق على المنتحلين من إخواننا أحب إلينا ولكن قل : أنا من محبيكم ومن الراجين النجاة بمحبتكم.
وقيل للصادق عليهالسلام : إن عمارا الدهني شهد اليوم عند ابن أبي ليلى قاضي الكوفة بشهادة فقال له القاضي : قم يا عمار فقد عرفناك لا تقبل شهادتك لانك رافضي فقام عمار وقد ارتعدت فرائصه واستفرغه البكاء فقال له ابن أبي ليلى : أنت رجل من أهل العلم والحديث إن كان يسوءك أن يقال لك رافضي فتبرأ من الرفض فأنت من إخواننا ، فقال له عمار : يا هذا ما ذهبت والله حيث ذهبت ، ولكن بكيت
__________________
(١) الصافات : ٨٣ و ٨٤.