تبيان : « فوقاه الله » الضمير راجع إلى المؤمن آل فرعون ، حيث توكل على الله ، وفوض أمره إليه ، حين أراد فرعون قتله ، بعد أن أظهر إيمانه بموسى ووعظهم ودعاهم إلى الايمان فقال : « وافوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد * فوقاه الله سيئات ما مكروا » أي صرف الله عنه شدائد مكرهم ، قال بعض المفسرين : إنه جاء مع موسى حتى عبر البحر معه ، وقيل إنهم هموا بقتله فهرب إلى جبل فبعث فرعون رجلين في طلبه فوجداه قائما يصلي وحوله الوحوش صفوفا فخافا فرجعا هاربين ، والخبر يرد هذين القولين كما يرد قول من قال إن الضمير راجع إلى موسى عليهالسلام ، ويدل على أنهم قتلوه « لقد بسطوا عليه » أي أيديهم في القاموس بسط يده مدها ، والملائكة باسطوا أيديهم أي مسلطون عليهم ، كما يقال بسطت يده عليه أي سلط عليه ، وفي بعض النسخ « سطوا عليه » في القاموس سطا عليه وبه سطوا وسطوة صال أو قهر بالبطش انتهى.
و « ما » في قوله « ما وقاه » موصولة أو استفهامية وفي القاموس الفتنة بالكسر الضلال والاثم والكفر والفضيحة ، والاضلال وفتنه يفتنه أوقعه في الفتنة كفتنه وأفتنه فهو مفتن ومفتون لازم متعد كافتتن فيهما.
٢ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي جميلة قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : كان في وصية أمير المؤمنين عليهالسلام أصحابه : اعلموا أن القرآن هدى الليل والنهار ، ونور الليل المظلم ، على ما كان من جهد وفاقة ، فاذا حضرت بلية فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم ، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم فاعلموا أن الهالك من هلك دينه ، والحريب من حرب دينه ، ألا وإنه لا فقر بعد الجنة ، ألا وإنه لا غنى بعد النار ، لا يفك أسيرها ولا يبرأ ضريرها (١).
تبيين : « هدى الليل والنهار » إضافة للمصدر إلى ظرف الزمان ، وقيل : يحتمل أن يكون الليل والنهار كناية عن الباطل والحق كما قال تعالى : « وهديناه النجدين » (٢) « ونور الليل المظلم » الظاهر أن الليل المظلم كناية عن زمان الشدة
__________________
(١) الكافى ج ٢ ص ٢١٦.
(٢) البلد : ١٠.