وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق ، ولاتحملن عليه مالا يطيق فتكسره ، فان من كسر مؤمنا فعليه جبره (١).
٥ ـ ل : عن ابن الوليد عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن أبي عثمان (٢) مثله إلا أن فيه : فلا يقولن صاحب الواحد لصاحب الاثنين ، وزاد في آخره : وكان المقداد في الثامنة ، وأبوذر في التاسعة ، وسلمان في العاشرة (٣).
بيان : « القراطيسي » بائع القراطيس « عشر درجات » كأنه عليهالسلام عد كل تسعة وأربعين جزءا من السابق درجة أو هذه الدرجات لبعض مراتب الايمان لا لكلها ، وقيل : يجوز أن يراد بالايمان هنا التصديق ، أو الكامل المركب منه ومن العمل « يصعد » على بناء المجهول و « منه » نائب مناب الفاعل وقيل : من بمعنى في والضمير راجع إلى السلم ، والمرقاة بالفتح والكسر اسم مكان أو آلة ، وهي الدرجة وفي المصباح المرقى والمرتقى موضع الرقي والمرقاة مثله ، ويجوز فيها فتح الميم على أنه موضع الارتقاء ، ويجوز الكسر تشبيها باسم الالة كالمطهرة ، وأنكر أبوعبيد الكسر انتهى وهي منصوبة على الظرفية للمكان.
« لست على شئ » أي من الايمان أو الكمال ، والظاهر ما في الكافي وعلى ما في الخصال المعنى أنه إذا سمع ممن هو فوقه في المعرفة شيئا لايصل إليه عقله لايقدح فيه ولايكفره « فلا تسقط » أي من الايمان أومن درجة الاعتبار « من هو دونك » أي أسفل منك بدرجة أو أكثر.
« فارفعه إليك » فإن قلت : كيف يرفعه إليه مع أنه لايطيقه كما مر في الخبر السابق؟ قلت : يمكن أن تكون الدرجات المذكورة في الخبر السابق درجات القابليات والاستعدادات ، ولذا نسبها إلى أصل الخلق
____________________
(١) الكافى ج ٢ : ٤٤ و ٤٥.
(٢) هو حسن بن على بن أبى عثمان المعروف بسجادة غال ، يروى عنه أبوعبدالله الرازى وهو الحسين بن عبيدالله بن سهل في حال استقامته.
(٣) الخصال ج ٢ : ٥٩.