الك الخطيئة ، فاذالامس الخطيئة انتقص من الايمان وانتقص الايمان منه ، فان تاب تاب الله عليه.
وقد تأتي على العبد تارات ينقص منه بعض هذه الاربعة وذلك قول الله تعالى « ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا » (١) فتنتقص روح القوة ولايستطيع مجاهدة العدو ، ولا معالجة المعيشة ، وتنتقص منه روح الشهوة ، فلو مرت به أحسن بنات آدم لم يحن إليها ، وتبقى فيه روح الايمان وروح البدن فبروح الايمان يعبدالله ، وبروح البدن يدب ويدرج ، حتى يأتيه ملك الموت.
وأما ما ذكرت من أصحاب المشئمة فمنهم أهل الكتاب قال الله تبارك وتعالى « الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون * الحق من ربك فلا تكونن من الممترين » (٢) عرفوا رسول الله والوصي من بعده وكتموا ما عرفوا من الحق بغيا وحسدا فسلبهم روح الايمان وجعل لهم ثلاثة أرواح : روح القوة ، وروح الشهوة ، وروح البدن ، ثم أضافهم إلى الانعام فقال : « إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا » (٣) لان الدابة إنما تحمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوة ، وتسير بروح البدن (٤).
٧ ـ سر : من كتاب موسى بن بكر ، عن زرارة قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : أرأيت قول النبي صلىاللهعليهوآله : « لايزني الزاني وهو مؤمن » قال : ينزع منه روح الايمان؟ قال : ينزع منه روح الايمان ، قال : قلت : فحدثني بروح الايمان ، قال : هوشئ! ثم قال : هذا أجدر أن تفهمه أما رأيت الانسان يهم بالشئ فيعرض بنفسه الشئ يزجره عن ذلك وينهاه؟ قلت : نعم ، قال : هو ذاك.
٨ ـ جا : عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ومحمد بن عبدالله في آخرين ، عن عبدالله بن سالم ، عن هشام بن مهران ، عن خاله محمد بن زيد
____________________
(١) النحل : ٧٠.
(٢) البقرة : ١٤٦ و ١٤٧.
(٣) الفرقان : ٤٤. (٤) بصائر الدرجات : ٤٤٧ – ٤٤٩