تعين جميع النفوس على الطاعة بحسب إيمانهم وقابليتهم واتعدادهم كما تقول الحكماء في العقل الفعال وأومأنا إليه.
١٠ ـ كا : عن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا ، عن علي بن محمد بن سعد ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي سلمة ، عن محمد بن سعيد ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن سنان عن أبي خديجة قال : دخلت على أبي الحسن عليهالسلام فقال لي : إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي. وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي ، فهي معه تهتز سرورا عند إحسانه وتسيخ في الثرى عند إساءته ، فتعاهدوا عبادالله نعمه باصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا وتربحوا نفيسا ثمينا ، رحم الله امرءا هم بخير فعمله ، أو هم بشر فارتدع عنه ، ثم قال : نحن نؤيد الروح بالطاعة لله والعمل له (١).
بيان : قد مر تفسير الروح والاظهر أن المراد هنا أيضا الملك ، والمراد بالاحسان الاتيان بالطاعات ، وبالاتقاء الاجتناب عن المنهيات ، والاعتداء التجاوز عن حدود الشريعة ، أو الظلم على غيره بل على نفسه أيضا « تهتز » أي تتحرك سرورا وفي القاموس : هزه وبه حركه ، والحادي الابل هزيزا نشطها بحدائه والهزة بالكسر النشاط والارتياح ، وتهزهز إليه قلبي إرتاح السرور ، واهتز عرش الرحمن لموت سعد أي ارتاح بروحه واستبشر لكرامته على ربه (٢).
وقال : ساخت قوائمه أي خاضت ، والشئ رسب ، والارض بهم انخسفت والثرى قيل : هو التراب الندى ، وهو الذي تحت الظاهر من وجه الارض ، فان لم يكن نديا فهو تراب ولا يقال ثري ، وأقول : يظهر من الاخبار أنه منتهى المخلوقات السفلية وعند ذلك ضل علم العلماء ، وقال الفيروزآبادي : الثرى الندى والتراب الندي أو الذي إذا بل لم يصر طينا ، والارض ، وقال : تعهده وتعاهده تفقده وأحدث العهد به ، وفي المصباح عهدت الشئ ترددت إليه وأصلحته وحقيقته
____________________
(١) الكافى ج ٢ ص ٢٦٨.
(٢) القاموس ج ٢ : ١٩٦.