أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن العبد يصبح مؤمنا ويمسي كافرا ، ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا ، وقوم يعارون الايمان ثم يسلبونه ، ويسمون المعارين ، ثم قال : فلان منهم (١).
بيان : « ثم يسلبونه » يدل على أن السلب متعد إلى مفعولين (٢) بخلاف مايظهر من كتب اللغة ويومئ إليه أيضا تمثيلهم لبدل الاشتمال بقولهم سلب زيد ثوبه إذلو كان متعديا إلى مفعولين لما احتاج إلى البدلية لكن لاعبرة بقولهم بعد وروده في كلام أفصح الفصحاء.
١٨ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي الحسن عليهالسلام قال : إن الله خلق النبيين على النبوة فلا يكونون إلا أنبياء ، وخلق المؤمنين على الايمان فلا يكونون إلا مؤمنين وأعار قوما إيمانا فان شاء تممه لهم ، وإن شاء سلبهم إياه ، وقال : وفيهم جرت « فمستقر ومستودع » وقال لي : إن فلانا كان مستودعا إيمانه ، فلما كذب علينا سلب
____________________
(١) الكافى ج ٢ ص ٤١٧.
(٢) بل الظاهر من مفهومه وهو الانتزاع والاختلاس قهرا احتياجه إلى مفعول واحد وهو المسلوب لكنه لما كان المسلوب مما يتعلق بالغير ، بحيث لو لم يكن عنده وفى يده لم يتحقق مفهوم السلب وهو الاخذ والانتزاع قهرا بعد المدافعة لزم في الكلام ذكر المسلوب عنه بصورة المفعول ثم ذكر المسلوب عنه بعنوان البدل ، كما يقال : سلب فلانا ثوبه اذا أخذه قهرا وسلبا ، ومنه قولهم : سلبه فؤاده وعقله ، وقوله تعالى : « وان يسلبهم الذباب شيئا لايستنقذوه منه » فلو قيل : سلب ثوب فلان ونحوه انتفى معنى القهر من السالب والمدافعة من المسلوب عنه وصار مرادفا لقولهم أخذ أو سرق.
وأما قوله عليهالسلام « يسلبونه » فضمير الجمع هو المفعول وهو المبدل منه رفع بنيابة الفاعل ، والضمير المفرد الراجع إلى الايمان ليس الابدل الاشتمال من المفعول سد مسده ، يترا آى في الظاهر أنه المفعول الثانى ولوصح الاستناد في ذلك إلى قوله عليهالسلام « يسلبونه » لكان الاولى الاستناد إلى قوله تعالى « وان يسلبهم الذباب شيئا ».