فهو ظن شك « أني ملاق حسابيه » قال إني ابعث واحاسب وروى علي بن إبراهيم عن الصادق عليهالسلام كل امة يحاسبها إمام زمانها ويعرف الائمة أولياءهم وأعداءهم بسيماهم وهو قوله « وعلى الاعراف رجال » وهم الائمة يعرفون كلا بسيماهم فيعطوا أولياءهم كتبهم بأيمانهم ، فيمروا إلى الجنة بغير حساب ، ويعطوا أعداءهم كتبهم بشمالهم فيمروا إلى النار بلا حساب فاذا نظر أولياؤهم في كتبهم يقولون لاخوانهم « هاؤم اقرؤا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه ، فهو في عيشة راضية » قال علي بن إبراهيم أي مرضية فوضع الفاعل مكان المفعول ، وقيل أي ذات رضى أو جعل الفعل لها مجازا « في جنة عالية » قيل أي مرتفعة المكان ، لانها في السماء ، أو الدرجات أو الابنية والاشجار « قطوفها » جمع قطف وهو ما يجتنى بسرعة والقطف بالفتح المصدر « دانية » يتناولها القائم والقاعد « كلوا واشربوا » باضمار القول وجمع الضمير للمعنى « هنيئا » أي أكلا وشربا هنيئا أو هنئتم هنيئا « بما أسلفتم » أي بما قدمتم من الاعمال الصالحة « في الايام الخالية » أي الماضية من أيام الدنيا.
« إلا المصلين » (١) روى علي بن إبراهيم عن الباقر عليهالسلام قال : ثم استثنى فوصفهم بأحسن أعمالهم [ وهو قضاء مافاتهم من الليل بالنهار ومافاتهم من النهار بالليل ] « والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم » في الكافي عن السجاد عليهالسلام الحق المعلوم الشئ يخرجه من ماله ليس من الزكاة ولامن الصدقة المفروضتين هو الشئ يخرجه من ماله إن شاء أكثر وإن شاء أقل على قدر مايملك يصل به رحما ويقوى به ضعيفا ويحمل به كلا ويصل به أخا له في الله أو لنائبة تنوبه (٢) وفي معناه أخبار اخر وعن الصادق عليهالسلام المحروم المحارف الذي قد حرم كد يده كما مر « والذين يصدقون بيوم الدين » في الكافي عن الباقر عليهالسلام قال : بخروج القائم عليهالسلام (٣) قوله « مشفقون » أي خائفون على أنفسهم.
____________________
(١) المعارج : ٢٣.
(٢) راجع الكافى باب فرض الزكاة الحديث ١١.
(٣) الكافى ج ٨ ص ٢٨٧.