فطابت نفسها فلما جلست منها اشتد ارتعادها من خشيتك ، فتركتها (١) فان كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ، وخشية عذابك فافرج عنا ، قال : فزال ثلث الجبل.
وقال الاخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ولدان وكنت أحلب لهما فأتيتهما ليلة وهما نائمان (٢) فقمت قائما حتى طلع الفجر فلما استيقظا شربا ، فان كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء ثوابك ، وخشية عذابك ، فافرج عنا فزال ثلث الحجر.
فقال الثالث : اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت يوما أجيرا فعمل إلى نصف النهار فأعطيته اجرته فسخط ولم يأخذه ، فصرفت ذلك إلى التجارة والمواشي وغيرها ، فلما جاء يطلب أجره ، قلت : خذ هذا كله لك (٣) ، ولو شئت لم اعطه إلا أجره ، فان كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر ، وخرجوا يتماشون.
٢٣ ـ كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن سنان ، عن عيسى النهريرى ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من عرف الله
____________________
(١) روى البرقى في المحاسن ص ٢٥٣ كتاب مصابيح الظلم مثل هذا الحديث مسندا إلى جابر الجعفى رفعه ، وفيه : « فلما جلست منها مجلس الرجل من المرءة ذكرت النار فقمت عنها فرقا منك » الخ.
(٢) في المحاسن : فأتيتهما بقعب من لبن فخفت ـ ان أضعه ـ أن يمج فيه هامة ، وكرهت أن اوقظهما من نومهما فيشق ذلك عليهما ، فلم أزل كذلك حتى استيقظا وشربا ) الخ.
(٣) في المحاسن : انى استأجرت قوما يحرثون كل رجل منهم بنصف درهم فلما فرغوا أعطيتهم اجورهم فقال أحدهم : قد عملت عمل اثنين ، والله لا آخذ الا درهما واحدا : وترك ماله عندى ، فبذرت بذلك النصف الدرهم في الارض فأخرج الله من ذلك رزقا ، وجاء صاحب النصف الدرهم فأراده فدفعت اليه ثمان عشرة ألف ) الخ. وسيجيئ نصه في ج ٧٠ الباب ١٧ باب الاخلاص ومعنى قربه تعالى.