حلمه ، مؤيد دينه بسيفه « اوف بعهدكم » الذي أوجبت به لكم نعيم الابد في دار الكرامة « وإياي فارهبون » في مخالفة محمد ، فاني القادر على صرف بلاء من يعاديكم على موافقتي ، وهم يقدرون على صرف انتقامي عنكم إذا آثرتم مخالفتي.
وروى العياشي عن الصادق عليهالسلام أنه سئل عن هذه الاية فقال : أوفوا بولاية علي فرضا من الله اوف لكم بالجنة (١).
أقول : والاية عامة في كل عهد على كل أحد وقال علي بن إبراهيم : قال رجل للصادق عليهالسلام : يقول الله : « ادعوني أستجب لكم » وإنا ندعو فلايستجاب لنا؟ فقال : إنكم لاتفون لله بعهده فانه تعالى يقول : « أوفوا بعهدي اوف بعهدكم » والله لووفيتم لله سبحانه لوفى لكم.
« وآمنوا بما أنزلت » على محمد بن ذكر نبوته وإمامة أخيه وعترته « مصدقا لما معكم » فان مثل هذا الذكر في كتابكم « ولاتكونوا أول كافر به » قيل : تعريض بأن الواجب أن تكونوا أول من آمن به لانهم كانوا أهل النظر في معجزاته ، والعلم بشأنه ، والمستفتحين به ، والمبشرين بزمانه.
وفي تفسير الامام عليهالسلام هؤلاء يهود المدينة جحدوا نبوة محمد وخانوه وقالوا : نحن نعلم أن محمدا نبي وأن عليا وصيه ، ولكن لست أنت ذلك ولاهذا ، ولكن يأتيان بعد وقتنا هذا بخمسمائة سنة « ولاتشتروا بآياتي ثمنا قليلا » في المجمع عن الباقر عليهالسلام في هذه الاية أن حيي بن أخطب وكعب بن الاشرف وآخرين من اليهود كانت لهم مأكلة على اليهود في كل سنة فكرهوا بطلانها بأمر النبي صلىاللهعليهوآله فحرفوا لذلك آيات من التوراة فيها صفته وذكره ، فذلك الثمن الذي اريد به في الاية (٢) « وإياى فاتقون » في كتمان أمر محمد وأمر وصيه « ولاتلبسوا الحق بالباطل » لاتخلطوه به بأن تقروا به من وجه ، وتجحدوه من وجه « وتكتموا الحق » من نبوة هذا وإمامة هذا « وأنتم تعلمون » أنكم تكتمونه تكابرون
____________________
(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٤٢.
(٢) مجمع البيان ج ١ ص ٩٥.