الوقف باسكانها ، وقرأ الباقون باسقاط الياء والاكتفاء بالكسرة.
« الذينهم في صلاتهم خاشعون » قيل : أي خائفون من الله متذللون له يلزمون أبصارهم مساجدهم ، وفي تفسير علي بن إبراهيم (١) غضك بصرك في صلاتك ، و إقبالك علينا. وسيأتي تفسيره في كتاب الصلاة إنشاءالله « والذينهم عن اللغو معرضون » قيل « اللغو » مالا يعنيهم من قول أوفعل وفي تفسير علي بن إبراهيم يعني عن الغناء والملاهي وفي إرشاد المفيد عن أميرالمؤمنين عليهالسلام كل قول ليس فيه ذكر فهو لغو ، وفي المجمع عن الصادق عليهالسلام قال أن يتقول الرجل عليك بالباطل أو يأتيك بما ليس فيك فتعرض عنه لله ، قال وفي رواية اخرى أنه الغناء والملاهي ، وفي الاعتقادات عنه عليهالسلام أنه سئل عن القصاص أيحل الاستعماع لهم فقال : لا.
والحاصل أن اللغو كل مالا خير فيه من الكلام والاصوات ، ويكفي في الاستشهاد كون بعض أفراده حراما مثل الغناء والدف والصنج والطنبور و الاكاذيب وغيرها ، وقال في سورة القصص « وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه » قال علي بن إبراهيم (٢) : اللغو الكذب واللهو والغناء وقال في الفرقان « وإذا مروا باللغو مروا كراما » (٣) أي معرضين عنه مكرمين أنفسهم عن الوقوف عليه ، و الخوض فيه ، وفي أخبار كثيرة تفسير اللغو في هذه الاية بالغناء والملاهي قوله : « من الايمان » من تبعيضية « وأن لايصغي » عطف بيان لهذا ، وقيل « من الايمان » مبتدأ و « أن لايصغي » خبره (٤) وفيه مافيه.
« قل للمؤمنين يغضوا » (٥) ، الخطاب للرسول صلىاللهعليهوآله « ويغضوا » مجزوم بتقدير اللام أي ليغضوا ، فالمقصود تبليغهم أمر ربهم أو حكاية لمضمون أمره عليهالسلام أو منصوب بتقدير أن أي مرهم أن يغضوا ، فان « قل لهم » في معنى « مرهم » وقيل إنه جواب الامر أي قل لهم غضوا يغضوا واعترض بأنه حينئذ ينبغي الفاء أي فيغضوا
____________________
(١) تفسير القمى ص ٤٤٤ ، وهكذا ما بعده ، والاية صدر سورة المؤمنون.
(٢) تفسير القمى ص ٤٩٠ والاية في القصص : ٥٥.
(٣) الفرقان : ٧٢. (٤) بل بالعكس. (٥) النور : ٣٠.