ما علمناه من المصالح « وللاخرة أكبر درجات » أي درجاتها ومراتبها أعلى وأفضل فينبغي أن تكون رغبتهم فيها وسعيهم لها أكثر (١).
« وقال » أي في آل عمران « هم درجات عندالله » قيل : شبهوا بالدرجات لما بينهم من التفاوت في الثواب والعقاب ، أوهم ذودرجات ، فقال « والله بصير بما يعملون » (٢).
« وقال » أي في هود « ويؤت كل ذي فضل » أي في دينه « فضله » (٣) أي جزاء فضله في الدنيا والاخرة ، ويدل على عدم تفضيل المفضول « وقال » أي في التوبة « وهاجروا » أي إلى الرسول صلىاللهعليهوآله وفارقوا الاوطان وتركوا الاقارب والجيران ، وطلبوا مرضاة الرحمان « وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم » بصرفها و أنفسهم ببذلها « أعظم درجة عندالله » أي أعلا رتبة وأكثر كرامة ممن لم يستجمع هذه الصفات ، أومن أهل السقاية والعمارة عندكم إذ قبلها « أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لايستوون عندالله والله لايهدي القوم الظالمين ». (٤)
« وقال » أي في سورة النساء وقبل الاية « لايستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعدالله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما » (٥) قال البيضاوي : نصب على المصدر لان فضل بمعنى آجر ، أو المفعول الثاني له لتضمنه معنى الاعطاء ، كأنه قال : وأعطاهم زيادة على القاعدين أجرا عظيما « درجات منه ومغفرة ورحمة » كل واحد منها بدل من أجرا ، ويجوز أن ينتصب درجات على المصدر كقولك ضربته أسواطا ، وأجرا على. الحال عنها تقدمت عليها ، لانها نكرة ، ومغفرة ورحمة على المصدر باضمار
____________________
(١) راجع مجمع البيان ج ٦ ص ٤٠٧ ، والاية في أسرى : ٢١.
(٢ ـ ٤) الايات في آل عمران : ١٦٣ ، هود : ٣. براءة : ١٩ و ٢٠ ، كما مر سابقا.
(٥) النساء : ٩٥.