برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين » (١) وفرض على اليدين الانفاق في سبيل الله فقال : « أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الارض » (٢) وفرض تعالى على اليدين الجهاد لانه من عملهما وعلاجهما فقال : « فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق » (٣) وذلك كله من الايمان.
وأما مافرضه الله على الرجلين فالسعي بهما فيما يرضيه ، واجتناب السعي فيما يسخطه ، وذلك قوله سبحانه « فاسعوا إلى ذكرالله وذروا البيع » (٤) وقوله سبحانه « ولاتمش في الارض مرحا » (٥) وقوله « واقصد في مشيك واغضض من صوتك » (٦) وفرض الله عليهما القيام في الصلاة فقال : « وقوموا لله قانتين » (٧) ثم أخبر أن الرجلين من الجوارح التي تشهد يوم القيامة حين تستنطق بقوله سبحانه « اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بماكانوا يكسبون » (٨) وهذا مما فرضه الله تعالى على الرجلين في كتابه وهو من الايمان.
وأما ما افترضه على الرأس فهو أن يمسح من مقدمه بالماء في وقت الطهور للصلاة بقوله « وامسحوا برؤسكم » (٩) وهو من الايمان ، وفرض على الوجه الغسل بالماء عند الطهور وقال : « يا أيها الذين آمنوا إذا اقمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم » (١٠) وفرض عليه السجود وعلى اليدين والركبتين والرجلين الركوع وهو من الايمان وقال فيما فرض على هذه الجوارح من الطهور والصلاة وسماه في كتابه إيمانا حين تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ، فقال المسلمون : يا رسول الله ذهبت صلاتنا إلى بيت المقدس وطهورنا ضياعا؟ فأنزل الله تعالى « وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف
____________________
(١) المائدة : ٦. (٢) البقرة : ٢٦٧.
(٣) القتال : ٤. (٤) الجمعة : ٩.
(٥ و ٦) لقمان : ١٨ و ١٩. (٧) البقرة : ٢٣٨.
(٨) يس : ٦٥. (٩ و ١٠) المائدة : ٦.