٥٣
* ( باب ) *
* « النية وشرائطها ومراتبها وكمالها وثوابها وأن قبول العمل نادر » *
١ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : لا عمل إلا بنية (١).
تبيين : « لا عمل إلا بنية » أي لا عمل صحيحة كما فهمه الاكثر إلا بنية وخص بالعبادات لانه لو كان المراد مطلق تصور الفعل وتصور فائدته والتصديق بترتب الغاية عليه وانبعاث العزم من النفس إليه فهذا لازم لكل فعل اختياري ومعلوم أنه ليس غرض الشارع بيان هذا المعنى ، بل لابد أن يكون المراد بها نية خاصة خالصة بها يضير العمل كاملا أو صحيحا ، والصحة أقرب إلى نفي الحقيقة الذي هو الحقيقة في هذا التركيب ، فلابد من تخصيصها بالعبادات ، لعدم القول باشتراط نية القربة وأمثالها في غيرها ، ولذا استدلوا به وبأمثاله على وجوب النية وتفصيله في كتب الفروع.
وقال المحقق الطوسي قدسسره في بعض رسائله : النية هي القصد إلى الفعل ، وهي واسطة بين العلم والعمل ، إذ مالم يعلم الشئ لم يمكن قصده ، وما لم يقصده لم يصدر عنه ، ثم لما كان غرض السالك العامل الوصول إلى مقصد معين كامل على الاطلاق وهو الله تعالى لابد من اشتماله على قصد التقرب به.
وقال بعض المحققين : يعني لا عمل يحسب من عبادة الله تعالى ويعد من طاعته بحيث يصح أن يترتب عليه الاجر في الآخرة ، إلا ما يراد به التقرب إلى الله تعالى ، والدار الآخرة ، أعني يقصد به وجه الله سبحانه أو التوصل إلى ثوابه أو الخلاص من عقابه ، وبالجملة امتثال أمر الله تعالى فيما ندب عباده إليه ووعدهم
____________________
(١) الكافي ج ٢ ص ٨٤.