المرسلات : ألم نهلك الاولين ١٦ ثم نتبعهم الآخرين ١٧ كذلك نفعل بالمجرمين ١٨ ويل يومئذ للمكذبين ١٩ (١).
النبأ : إنا أنذرنا كم عذابا قريبا ٤٠ يوم ينظر المرء ماقدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا ٤١ (٢).
عبس : فاذا جاءت الصاخة ٣٣ يوم يفر المرء من أخيه ٣٤ وامه وأبيه ٣٥ وصاحبته وبنيه ٣٦ لكل امرى ء منهم يومئذ شأن يغنيه ٣٧ وجوه يومئذ مسفرة ٣٨ ضاحكة مستبشرة ٣٩ ووجوه يومئذ عليها غبرة ٤٠ ترهقها قترة ٤١ اولئك هم
____________________
فيغتسلون فيه ويشربون منه فتبيض وجوههم اشراقا فيذهب عنهم كل قذى ووعث ثم يؤمرون بدخول الجنة فمن هذا المقام ينظرون إلى ربهم كيف يثيبهم قال فذلك قوله تعالى « إلى ربها ناظرة » وانما يعنى بالنظر اليه النظر إلى ثوابه تبارك وتعالى وقال : والناظرة في بعض اللغة هى المنتظرة الم تسمع إلى قوله : « فناظرة بم يرجع المرسلون » أى منتظرة.
وقوله : « ووجوه يومئذ باسرة » أى كالحة شديدة العبوس. « تظن أن يفعل بها فاقرة » أى تتوقع أرباب تلك الوجوه أوتوقن أن يفعل بها داهية عظيمة تكسر قفار الظهر. وقوله : « اذا بلغت التراقى » أى اذا بلغت النفس الترقوة ( كلوكاه ). وقوله : « وقيل من راق » أى يقال له : من يرقيك مما بك؟ يعنى هل من طبيب؟.
وقوله : « وظن انه الفراق » أى أيقن أن الذى نزل به فراق الدنيا ومحابها وعلم بمفارقة الاحبة. قوله : « والتفت الساق بالساق » أى التوت شدة فراق الدنيا بشدة خوف الاخرة ، أو التوت احدى ساقيه بالاخرى عند الموت. والمساق المصير. وقوله : « يتمطى » أى يتبختر افتخارا في مشيته اعجابا بنفسه. قوله : « اولى لك » كلمه وعبد وتهديد أى بعدا لك من خير الدنيا وبعدا لك من خير الاخرة. وقيل معناه : الذم أولى لك من تركه.
وقوله : « سدى » أى مهملا لا يحاسب ولا يسئل ولا يعاقب.
(١) قوله تعالى : « ويل يومئذ للمكذبين » الويل في الاصل مصدر منصوب باضمار فعله عدل به إلى الرفع للدلالة على ثبات الهلاك للمدعو عليه و « يومئذ » ظرفه أو صفته.
(٢) قوله : « يا ليتنى كنت ترابا » أى في الدنيا فلم أخلق ولم أكلف ، أوفى هذا اليوم فلم أبعث لم وانشر.