واعمل ماشئت فانك مجزي به (١) واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس.
٤ ـ مع : (٢) عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه في حديث مرفوع عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : جاء جبرئيل عليهالسلام إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يارسول الله إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله قلت : وما هي؟ قال : الصبرو أحسن منه ، قلت : وما هو؟ قال الرضا وأحسن منه ، قلت : وماهو؟ قال : الزهد وأحسن منه ، قلت : وما هو؟ قال : الاخلاص وأحسن منه ، قلت : وما هو؟ قال : اليقين وأحسن منه ، قلت وما هو؟ قال جبرئيل إن مدرجة ذلك التوكل على الله عزوجل فقلت : وما التوكل على الله عزوجل؟ فقال : العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع ، واستعمال اليأس من الخلق ، فاذا كان العبد كذلك لم يعمل لاحد سوى الله ، ولم يرج ولم يخف سوى الله ، ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل.
قال : قلت : يا جبرئيل فما تفسير الصبر؟ قال : تصبر في الضراء كما تصبر في السراء ، وفي الفاقة كما تصبر في الغنى ، وفي البلاء كما تصبر في العافية ، فلا يشكو حاله عند الخلق بما يصيب من البلاء. قلت : فما تفسير القناعة قال : يقنع بما يصيب من الدنيا يقنع بالقليل ويشكر اليسير ، قلت : فما تفسير الرضا؟ قال : الراضي لا يسخط على سيده ، أصاب الدنيا أم لا ، ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل ، قلت : يا جبرئيل فما تفسير الزهد؟ قال : الزاهد يحب من يحب خالقه ويبغض من يبغض خالقه ويتحرج (٣) من حلال الدنيا ولا يلتفت إلى حرامها فان حلالها حساب وحرامها عقاب ، ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه ، ويتحرج من الكلام
____________________
(١) إلى هنا رواه الشيخ في أماليه ج ٢ ص ٢٠٣ من حديث جعفر بن محمد عن آبائه عن النبى صلىاللهعليهوآله.
(٢) معانى الاخبار ص ٢٦٠.
(٣) التحرج : التجنب.