لنا من الاحتكار لم تكن معذورا. فولى الرجل باكيا فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : أقبل علي أزدك بيانا ، فعاد الرجل إليه فقال له : اعلم يا عبدالله إن كل عامل في الدنيا للاخرة لابد أن يوفى أجر عمله في الاخرة ، وكل عامل دينا للدنيا عمالته في الاخرة نارجهنم ، ثم تلا أمير المؤمنين عليهالسلام قوله تعالى « فأما من طغى وآثر الحيوة الدنيا فان الجحيم هي المأوى » (١).
٤٢ ـ جا (٢) : عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف عن ابن مهزيار ، عن عاصم ، عن فضيل الرسان ، عن يحيى بن عقيل قال : قال علي عليهالسلام : إنما أخاف عليكم اثنتين اتباع الهوى ، وطول الامل ، فأما اتباع الهوى فصيد عن الحق ، وأما طول الامل فينسي الاخرة ، ارتحلت الاخرة مقبلة ، وارتحلت الدنيا مدبرة ولكل بنون فكونوا من بني الاخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا. اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.
٤٣ ـ من كتاب عيون الحكم والمواعظ (٣) لعلي بن محمد الواسطي استنسخناه من أصل قديم في المواعظ وذكر الموت وهو خمسمائة وثمانية وثمانون حكمة.
قوله عليهالسلام : رحم عبدا سمع حكما فوعى ، ودعي إلى الرشاد فدنا ، وأخذ بحجزة هاد فنجى ، وراغب ربه ، وخاف ذنبه ، قدم خالصا ، وعمل صالحا ، اكتسب مذخورا ، واجتنب محذورا ، رمى غرضا ، وأحرز عوضا ، كابد هواه ، وكذب مناه جعل الصبر مطية نجاته ، والتقوى عدة وفاته ، ركب الطريقة الغراء ، ولزم المحجة البيضاء ، اغتنم المهل ، وبادر الاجل ، وتزود من العمل.
٤٤ ـ ومن خطبة له عليهالسلام تعرف بالغراء :
منها : جعل لكم أسماعا لتعي ما عناها ، وأبصارا لتجلو عن عشاها ، وأشلاء جامعة
____________________
(١) النازعات : ٣٩.
(٢) مجالس المفيد ص ١٢١. ورواه أيضا بسندين آخرين ص ٥٥ وص ٢٠٣.
(٣) مخلوط.