٢٥
* ( باب ) *
* «( مواعظ موسى بن جعفر وحكمه عليهماالسلام )» *
١ ـ ف (١) : وصيته عليهالسلام لهشام وصفته للعقل : إن الله تبارك وتعالى (٢) بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال : « فبشر عباد الذين يستمعون القول
____________________
(١) التحف ص ٣٨٣.
(٢) رواه الكلينى في المجلد الاول من كتابه الكافى مع اختلاف نشيراليه. وهشام هو أبومحمد وقيل : أبوالحكم هشام بن الحكم البغدادى الكندى مولى بنى شيبان ممن اتفق الاصحاب على وثاقته وعظم قدره ورفعة منزلته عند الائمة عليهمالسلام ، وكانت له مباحث كثيرة مع المخالفين في الاصول وغيرها ، صحب أبا عبدالله وبعده أبا الحسن موسى عليهماالسلام وكان من أجلة أصحاب أبى عبدالله عليهالسلام وبلغ من مرتبة علوه عنده أنه دخل عليه بمنى وهو غلام أول ما اختط عارضاه وفى مجلسه شيوخ الشيعة كحمران بن أعين وقيس الماصر ويونس بن يعقوب وأبى جعفر الاحول وغيرهم فرفعه على جماعتهم وليس فيهم الا من هو أكبر سنا منه ، فلما رأى أبوعبدالله عليهالسلام أن ذلك الفعل كبر على أصحابه قال : «هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده». وكان له أصل وله كتب كثيرة ، وان الاصحاب كانوا يأخذون عنه. مولده بالكوفة ومنشاؤه واسط وتجارته بغداد وكان بياع الكرابيس وينزل الكرخ من مدينة السلام بغداد في درب الجنب ، ثم انتقل إلى الكوفة في أواخر عمره ونزل قصر وضاح وتوفى سنة ١٩٩ أو ١٧٩ في أيام الرشيد مستترا وكان لاستتاره قصة مشهورة في المناظرات ، وترحم عليه الرضا عليهالسلام وقيل في شأنه : « انه من متكلمى الشيعة وبطائنهم ومن دعى له الصادق عليهالسلام فقال : أقول لك ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لحسان : لا تزل مؤيدا بروج القدس ما نصرتنا بلسانك. وهو الذى فتق الكلام في الامامة وهذب المذهب وسهل طريق الحجاج فيه. وكان حاذقا بصناعة الكلام ، حاضر الجواب.
وكان أولا من أصحاب الجهم بن صفوان ثم انتقل إلى القول بالامامة بالدلائل والنظر وهو منقطعا إلى البرامكة ملازما ليحيى بن خالد وكان القيم بمجالس كلامه ونظره ثم تبع