وأكثروا من كنوز البر مع النساك ، وشاركوهم في الخير والعمل الصالح ، وأصلحوا التبع وكونوا لهم أعوانا وأمروهم بأعمالكم لينزلوا معكم ملكوت النور ، واقبلوا النور ، واحتفظوا بفرائضكم ، وإياكم أن تتوثقوا إلى أماني الدنيا وشرب الخمور وشهوة النساء من كل ذميمة وقبيحة مهلكة للروح والجسد واتقوا الحمية والغضب والعداوة والنميمة ، وما لم ترضوه أن يؤتى إليكم فلا تأتوه إلى أحد ، وكونوا طاهري القلوب ، صادقي النيات لتكونوا على المنهاج إذا أتاكم الاجل.
ثم انتقل من أرض سولابط وسار في بلاد ومدائن كثيرة حتى أتى أرضا تسمى قشمير فسار فيها وأحيا ميتها ومكث حتى أتاه الاجل الذي خلع الجسد ، وارتفع إلى النور ، ودعا قبل موته تلميذا له اسمه يابد الذي كان يخدمه ويقوم عليه ، وكان رجلا كاملا في الامور كلها ، وأوصى إليه وقال : إنه قد دنا ارتفاعي عن الدنيا ، واحتفظوا بفرائضكم ، ولا تزيغوا عن الحق ، وخذوا بالنسك ، ثم أمر يابد أن يبني له مكانا فبسطه هو رجليه وهيأ رأسه إلى المغرب ووجهه إلى المشرق ثم قضى نحبه.
٣٣
* ( باب ) *
* «( نوادر المواعظ والحكم )» *
١ ـ ل ، ن (١) : عن تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الانصاري ، عن الهروي وقال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : أوحى الله عزوجل إلى نبي من أنبيائه إذا أصبحت فأول شئ يستقبلك فكله والثاني فاكتمه والثالث فاقبله والرابع فلا تؤيسه والخامش فاهرب منه ، قال : فلما أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف وقال : أمرني ربي عزوجل أن آكل هذا ، وبقي متحيرا ثم رجع إلى نفسه ، فقال إن ربي جل جلاله لا يأمرني إلا بما اطيق فمشى إليه ليأكله فلما
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ١٢٨ ، والعيون ص ١٥٢. وقد مربنصه في المجلد الاول ص ١٨.