١٠٧ ـ وقال عليهالسلام : عجبت للبخيل الذي استعجل الفقر الذي منه هرب وفاته الغنى الذي إياه طلب ، يعيش في الدنيا عيش الفقراء ، ويحاسب في الاخرة حساب الاغنياء ، وعجبت للمتكبر الذي كان بالامس نطفة وهو غدا جيفة ، وعجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله ، وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى من يموت ، وعجبت لمن أنكر النشأة الاخرة وهو يرى النشأة الاولى ، وعجبت لعامر الدنيا دار الفناء ، وهو نازل دار البقاء.
١٠٨ ـ وقال عليهالسلام : الفقيه كل الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله ، ولا يؤمنهم من مكر الله ، ولا يؤيسهم من روح الله ، ولا يرخص لها في معاصي الله.
١٧
* ( باب ) *
* «( ما صدر عن أمير المؤمنين عليهالسلام في العدل )» *
* «( في القسمة ووضع الاموال في مواضعها )» *
١ ـ ف (١) : أما بعد أيها الناس فإنا نحمد ربنا وإلهنا وولي النعمة علينا ظاهرة وباطنة ، بغير حول منا ولا قوة إلا امتنانا علينا وفضلا ليبلونا أنشكر أم نكفر فمن شكرزاده ، ومن كفر عذبه. وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له أحدا صمدا. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، بعثه رحمة للعباد والبلاد والبهائم والانعام نعمة أنعم بها ومنا وفضلا صلىاللهعليهوآله.
فأفضل الناس ـ أيها الناس ـ عند الله منزلة وأعظمهم عندالله خطرا أطوعهم لامر الله وأعملهم بطاعة الله وأتبعهم لسنة رسول الله صلىاللهعليهوآله وأحياهم لكتاب الله فليس لاحد من خلق الله عندنا فضل إلا بطاعة الله ، وطاعة رسوله ، واتباع كتابه ، وسنة نبيه صلىاللهعليهوآله هذا كتاب الله بين أظهرنا ، وعهد نبي الله وسيرته فينا ، لا يجهلها إلا جاهل مخالف معاند عن الله عزو جل ، يقول الله : « يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر
____________________
(١) التحف ص ١٨٣ ومنقول في النهج.