قال : إن رجلا كان في قوم فركبوا سفينة فساروا في البحر ليالي وأياما ثم انكسرت سفينتهم بقرب جزيرة في البحر فيها الغيلان فغرقوا كلهم سواه وألقاه البحر إلى الجزيرة ، وكانت الغيلان يشرفن من الجزيرة إلى البحر فأتى غولا فهويها ونحكها حتى إذا كان من الصبح قتلته وقسمت أعضاءه بين صواحباتها واتفق مثل ذلك لرجل آخر فأخذته ابنة ملك الغيلان فانطلقت به فبات معها ينكحها وقد علم الرجل مالقي من كان قبله فليس ينام حذرا حتى إذا كان مع الصبح قامت الغولة فانسل الرجل حتى أتى الساحل فإذا هو بسفينة فنادى أهلها واستغاث بهم فحملوه حتى أتوابه أهله فأصبحت الغيلان فأتوا الغولة التي باتت معه فقالوا لها أين الرجل الذي بات معك؟ قالت : إنه قد فرمني فكذبوها وقالوا : أكلته واستأثرت به علينا فنقتلنك إن لم تأتنا به فمرت في الماء حتى أتته في منزله ورحله فدخلت عليه وجلست عنده وقالت له : ما لقيت في سفرك هذا ، قال : لقيت بلاء خلصني الله منه وقص عليها ذلك فقالت وقد تخلصت؟ قال : نعم فقالت أنا الغولة وجئت لاخذك فقال لها : أنشدك الله أن تهلكيني فإني أدلك على مكان رجل ، قالت إني أرحمك فانطلقا حتى دخلا على الملك ، قالت اسمع منا أصلح الله الملك إني تزوجت بهذا الرجل وهو من أحب الناس إلي ، ثم إنه كرهني وكره صجتي فانظر في أمرنا فلما رآها الملك أعجبه جمالها فخلا بالرجل فساره وقال : إني قد أحببت أن تتركها فأتزوجها قال :
نعم أصلح الله الملك ما تصلح إلا لك فتزوج بها الملك وبات معها حتى إذا كانت مع السحر ذبحته وقطعت أعضاءه وحملته إلى صواحباتها أفترى أيها الملك أحدا يعلم بهذا ، ثم ينطلق إليه؟ قال : لا ، قال الخاطب للغلام فإني لا افارقك ولا حاجة لي فيما أردت.
فخرجا من عند الملك يعبدان الله جل جلاله ويسيحان في الارض ، فهدى الله عزوجل بهما اناسا كثيرا وبلغ شأن الغلام وارتفع ذكره في الافاق فذكر والده ، وقال : لو بعثت إليه لاستنقذته مما هو فيه ، فبعث إليه رسولا فأتاه فقال له : إن ابنك يقرئك السلام وقص عليه خبره وأمره فأتاه والده وأهله فاستنقذهم مما كانوا فيه.