٢٧ ـ أعلام الدين (١) : وصية لقمان لولده قال : يا بني أقم الصلاة فإنما مثلها في دين الله كمثل عمود الفسطاط فإن العمود إن استقام استقام الاطناب والاوتاد والظلال ، وإن لم يستقم لم ينفع وتد ولا طنب ولا ظلال ، أي نبي صاحب العلماء وجالسهم وزرهم في بيوتهم لعلك أن تشبههم فتكون منهم.
اعلم يا نبي إني قد ذقت الصبر وأنواع المر فلم أجد أمر من الفقر ، فإذا افتقرت يوما فاجعل فقرك بنك وبين الله ، ولا تحدث الناس بفقرك فتهون عليهم ، ثم سل في الناس هل من أحد وثق بالله فلم ينجه ، يا نبي توكل على الله ثم سل في الناس من ذا الذي أحسن الظن بالله فلم يكن عند حسن ظنه به ، يا نبي من يرد رضوان الله يسخط نفسه كثيرا ، ومن لا يسخط نفسه لا يرضى ربه ، ومن لا يكظم غيظه يشمت عدوه ، يا نبي تعلم الحكمة تشرف بها فإن الحكمة تدل على الدين ، وتشرف العبد على الحر ، وترفع المسكين على الغني ، وتقدم الصغير على الكبير ، وتجلس المسكين مجالس الملوك ، وتزيد الشريف شرفا ، والسيد سؤددا ، والغني مجددا ، وكيف يظن ابن آدم أن يتهيأ له أمر دينه ومعيشته بغير حكمة ولن يهيئ الله عزوجل أمر الدنيا والاخرة إلا بالحكمة ، ومثل الحكمة بغير طاعة مثل الجسد بغير نفس ومثل الصعيد بغير ماء ، ولا صلاح للجسد بغير نفس ولا للصعيد بغير ماء ولا للحكمة بغير طاعة.
قدتم كتاب الروضة من كتاب بحار الانوار ويتلوه كتاب الطهارة والصلوة إن شاء الله تعالى والحمدلله وحده.
____________________
(١) مخطوط.
إلى هنا تم المجلد السابع عشروتم ما علقت عليه. وأرجو من المولى سبحانه القبول.
وأشكر الاستاذ المعظم السيد جلال الدين المحدث الارموى أبقاه الله تعالى علما للحق حيث تفضل بارسال نسختين مخطوطتين من الكتاب حين وقوفه على طبعه وذلك بعد ما خرج من الطبع ما جاوز الثلث من الكتاب فالواجب علينا أن نسدى جمل الثناء اليه والشكر له.
|
وأنا الاقل على أكبر الغفارى ١٣٨٦ هـ |