أن رجلا أوصى بعض أصحابه ممن حج أن يقرأ سلامه لرسول الله صلىاللهعليهوآله ويدفن رقعة مختومة أعطاها له عند رأسه الشريف ففعل ذلك فلما رجع من حجه أكرمه الرجل وقال له جزاك الله خيرا لقد بلغت الرسالة فتعجب المبلغ من ذلك وقال من أين علمت بتبليغها قبل أن أحدثك فأنشأ يحدثه قال كان لي أخ مات وترك ابنا صغيرا فربيته وأحسنت تربيته ثم مات قبل أن يبلغ الحلم.
فلما كان ذات ليلة رأيت في المنام أن القيامة قد قامت والحشر قد وقعت والناس قد اشتد بهم العطش من شدة الجهد وبيد ابن أخي ماء فالتمست أن يسقيني فأبى وقال أبي أحق به منك فعظم علي ذلك وانتبهت فزعا فلما أصبحت تصدقت بجملة دنانيري وسألت الله أن يرزقني ولدا ذكرا فرزقنيه واتفق سفرك فكتبت لك تلك الرقعة ومضمونها التوسل بالنبي إلى الله عز وجل في قبوله مني رجاء أن أجده يوم الفزع الأكبر فلم يلبث أن حم ومات وكان ذلك يوم وصولك فعلمت أنك بلغت الرسالة.
ومن كتاب النوم والرؤيا لأبي الصقر الموصلي عن علي بن الحسين بن جعفر عن أبيه عن بعض أصحابنا ممن أثق بدينه وفهمه قال أتيت المدينة ليلا فبت في بقيع الغرقد بين أربعة قبور عندها قبر محفور فرأيت في منامي أربعة أطفال قد خرجوا من تلك القبور وهم يقولون :
أنعم الله بالحبيبة عينا |
|
وبمرآك يا أميم إلينا |
عجبا ما عجبت من ضغطة القبر |
|
ومغداك يا أميم إلينا |
فقلت إن لهذه الأبيات لشأنا وأقمت حتى طلعت الشمس فإذا جنازة قد أقبلت فقلت من هذه قالوا امرأة من المدينة فقلت اسمها أميم قالوا نعم قلت أقدمت فرطا قالوا أربعة أولاد فأخبرتهم الخبر.
وعن النبي صلىاللهعليهوآله قال : المصائب مفاتيح الأجر.
وعنه صلىاللهعليهوآله قال : قال الله عز وجل إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة