مركبا من مادة وشيء فيها. فإن كان هذا صفة اللونية مثلا في مسألتنا فيكون (١) في اللونية شيء يبطل وشيء يبقى ، فيكون هذا (٢) الذي بطل (٣) هو الذي صار به الشيء لونا ، بل هو اللونية وهو الصورة المادية أو العرض وكلامنا فيها.
ونرجع فنقول (٤) : وأما إن كان يجوز له أن يفارق هذه الجواهر ويقوم مثلا بياضا أو شيئا آخر بذاته ، فلا يخلو إما أن يكون حينئذ إليه إشارة ويكون البياض الذي من شأنه أن يدرك إلا أن يعجز عن إدراكه للقلة الفاحشة ، ويكون على الجملة التي تعرف البياض عليها (٥). فإن كان كذلك فيلزم أن يكون خلاء موجودا حتى يكون فيه مشار إليه وليس في الأجسام ، ويلزم أن يكون له وضع ما (٦) وتقدير (٧) ما ، فيكون له في ذاته مقدار يكون إلا القليل منه محسوسا ، فإنا لا نتخيل (٨) بياضا لا وضع له ولا مقدار ، فضلا عن أن نراه. وإذا (٩) كان له مقدار ووضع وزيادة هي (١٠) هيئة البياضية كان جسما أبيض لا مجرد البياض ، فإنا نعني بالبياض هذه الهيئة الزائدة على المقدار والحجم ، وإن كان لا يبقى على الجملة التي كان يعرف البياض عليها ، بل قد انتقل عن هذه الصورة وصار شيئا آخر (١١) روحانيا. فيكون البياض مثلا له موضوع يعرض له أن تكون فيه البياضية التي على النحو المعروف ، ويعرض له أن يصير مرة أخرى بصورة (١٢) أخرى روحانية فيكون أولا ما تعرفه بياضا قد فسد وزالت صورته.
وأما المفارق (١٣) العقلي فقد أشرنا ـ فيما سلف ـ إلى أنه لا يجوز أن ينتقل مثل هذا الشيء مرة أخرى ذا (١٤) وضع ومخالطا للأجسام.
__________________
(١) فيكون : فستكون ب ، د ، م
(٢) هذا : ذلك ج ، د ، ص ، طا ، م
(٣) بطل : يبطل ج ، د ، ص ، م
(٤) فنقول : ونقول د ، ط ، م
(٥) عليها : + حتى يكون بعينه هو البياض الذي من شأنه أن يدرك ج
(٦) وضع ما : وضع ج ، ط ؛ وضعها د
(٧) وتقدير : تقدير د
(٨) لا نتخيل : لا نخيل ط. (٩) وإذا : وإن ب
(١٠) هى : هو ط ؛ ساقطة من ب ، ج ، د
(١١) آخر : ساقطة من ج ، د ، ص ، م
(١٢) بصورة : صورة م. (١٣) المفارق : مفارق ج
(١٤) ذا : إذا م.