فإن كان ذلك كون كل واحد (١) منهما بحال بالقياس إلى الآخر ، فهذا ككون كل واحد من الققنس والثلج أبيض ، فإنه ليس يجب أن يكون شيئا واحدا ، وليس كونه بالقياس إلى الآخر يجعله واحدا ، لأن ما لكل واحد بالقياس إلى الآخر فهو لذلك الواحد لا للآخر ، لكنه بالقياس إلى الآخر.
فإذا (٢) فهمت هذا فيما مثلناه لك (٣) ، فاعرف الحال في سائر المضافات التي لا اختلاف فيها. وإنما يقع أكثر الإشكال في هذا الموضع ، فإنه لما كان لأحد الأخوين (٤) حالة بالقياس إلى الآخر ، وكان للآخر أيضا حالة بالقياس إلى الأول ، وكانت الحالتان من نوع واحد حسبتا شخصا واحدا وليس كذلك. فإن للأول أخوة الثاني أي له وصف أنه أخو الثاني ، ذلك (٥) الوصف له ولكن بالقياس إلى الثاني. وليس ذلك وصف (٦) الثاني بالعدد ، بل بالنوع ، كما لو كان الثاني أبيض والأول أبيض ، بل الثاني أيضا أنه أخو هذا الأول لأن له حاله في ذاته مقولة (٧) بالقياس إلى الأول.
وكذلك (٨) المماسة في المتماسين ، فإن كل واحد منهما مماس لصاحبه بأن له مماسته (٩) التي لا تكون إلا بالقياس إلى الآخر إن (١٠) كان الآخر (١١) مثله. فلا تظنن البتة أن عرضا واحدا بالعدد (١٢) يكون في محلين حتى يحتاج أن تعتذر من ذلك في جعلك (١٣) العرض اسما مشككا (١٤) كما فعله ضعفاء (١٥) التمييز (١٦).
__________________
(١) واحد : ساقطة من ج
(٢) فإذا : فإن ج ، ص
(٣) لك : + فكذلك ب ؛ فلذلك د
(٤) الأخوين : الآخرين ط ، م
(٥) ذلك : وذلك ط
(٦) وصف : بوصف ج ، ص
(٧) مقولة : معقولة ج ، ص ، طا
(٨) وكذلك : فكذلك د ؛ كذلك ط
(٩) مماسته : مماسة ج ، ط ، م
(١٠) إن : إذا ب ، ج ، د ، ص
(١١) الآخر : للآخر ص ، د ، ص ، ط ، م
(١٢) واحدا بالعدد : ساقطة من ب
(١٣) جعلك : جعل ط ، م. (١٤) مشككا : معتذر د
(١٥) ضعفاء الضعفاء ب ، ج ، م ؛ ضعيف د ، ط ؛ ضعيفا طا
(١٦) التمييز : التميز ص.