بالقياس إلى الجوهر ووضع الجوهر مبدأ. ثم إن جعل المبدأ الشخص (١) اختلف ، وكذلك الأقرب من المحرك (٢) الأول ، كالصبي يكون قبل الرجل. وقد يكون في أمور لا من الطبع ، بل إما بصناعة كنغم الموسيقى ، فإنك إن أخذت من الحدة كان المتقدم غير الذي يكون إذا أخذت من الثقل ، وإما يبحث واتفاق كيف كان.
ثم نقل إلى أشياء أخرى فجعل الفائق والفاضل والسابق أيضا ولو في غير الفضل متقدما ، فجعل نفس المعنى كالمبدإ المحدود. فما كان له منه ما ليس للآخر ، وأما الآخر فليس له إلا ما لذلك الأول (٣) فإنه (٤) جعل متقدما. فإن السابق في (٥) باب ما له ما ليس للثاني ، وما للثاني (٦) منه فهو للسابق وزيادة. ومن (٧) هذا القبيل ما جعلوا المخدوم والرئيس قبل ، فإن الاختيار يقع للرئيس وليس للمرءوس ، وإنما يقع للمرءوس حين وقع للرئيس فيتحرك باختيار الرئيس.
ثم نقلوا ذلك إلى ما يكون هذا الاعتبار له بالقياس إلى الوجود ، فجعلوا الشيء الذي يكون له الوجود أولا وإن لم يكن للثاني والثاني لا يكون له إلا وقد كان للأول وجودا متقدما (٨) على الآخر مثل : الواحد ، فإنه (٩) ليس من شرط الوجود للواحد أن تكون الكثرة موجودة ، ومن شرط الوجود للكثرة أن يكون الواحد موجودا. وليس في هذا أن الواحد يفيد الوجود للكثرة أو لا يفيد ، بل إنه (١٠) يحتاج إليه (١١) حتى يفاد للكثرة وجود بالتركيب منه.
ثم نقل بعد ذلك إلى حصول الوجود من جهة أخرى ، فإنه إذا كان شيئان وليس وجود أحدهما من الآخر ، بل وجوده له من نفسه أو من شيء ثالث ،
__________________
(١) الشخص : لشخص ج ، ط ، م
(٢) المحرك : المتحرك د ، ط
(٣) الأول : ساقطة من د
(٤) فإنه : ساقطة من ب
(٥) فى : من ط
(٦) للثانى وما للتانى : للتالى وما للتالى د ، ط ، م ؛ للثانى وما للتالى ج ، ص
(٧) ومن : من ج ، ص
(٨) وجودا متقدما : وجود متقدم ح
(٩) فإنه : وإنه م
(١٠) إنه : إنها ط
(١١) إليه : إليها ط.