وإذا (١) أخذنا المنفعة بالمعنى (٢) المخصص كان هذا العلم أجل من أن ينفع في علم غيره ، بل سائر العلوم تنفع فيه.
لكنا إذا قسمنا المنفعة المطلقة إلى أقسامها كانت ثلاثة أقسام : قسم يكون الموصل منه موصلا إلى معنى أجل منه ، وقسم يكون الموصل منه موصلا إلى معنى مساو له ، وقسم يكون الموصل منه موصلا إلى معنى دونه (٣) ، وهو أن يفيد في كمال دون ذاته. وهذا إذا طلب له اسم خاص كان الأولى به الإفاضة ، والإفادة ، والعناية ، والرئاسة ، أو شيء مما يشبه هذا إذا استقريت الألفاظ الصالحة في هذا الباب عثرت (٤) عليه.
والمنفعة المخصصة (٥) قريبة من الخدمة. وأما الإفادة التي تحصل من الأشرف في الأخس فليس تشبه الخدمة. وأنت تعلم أن الخادم ينفع المخدوم ، والمخدوم أيضا ينفع الخادم (٦) ، أعني المنفعة إذا أخذت مطلقة ويكون نوع كل منفعة ووجهه (٧) الخاص نوعا آخر ، فمنفعة هذا العلم الذي (٨) بينا وجهها هي إفادة اليقين بمبادئ العلوم الجزئية ، والتحقق (٩) لماهية الأمور المشترك (١٠) فيها ، وإن لم تكن مبادئ.
فهذا إذن منفعة الرئيس للمرءوس ، والمخدوم للخادم ، إذ نسبة هذا العلم إلى العلوم الجزئية نسبة الشيء الذي هو المقصود معرفته في هذا العلم إلى الأشياء المقصود (١١) معرفتها في تلك العلوم. فكما أن ذلك مبدأ لوجود تلك ، فكذلك العلم به مبدأ لتحقق العلم بتلك.
__________________
(١) وإذا .. بالمعنى : ساقطة من م
(٢) بالمعنى : بالوجه ب ، ص ، ط
(٣) أجل منه ... إلى معنى دونه : ساقطة من م
(٤) أجل منه ... إلى معنى دونه : ساقطة من م
(٥) عثرت : عثرب ، ج ، ص ، ط ، م
(٦) المخصصة : المخصوصة ج
(٧) ووجهه : وجهة م
(٨) الذي : التي ب ، ص ، ط
(٩) والتحقق : والتحقيق ج ، ص ، ط
(١٠) المشترك : المشتركة ج ؛ المشتركة ص ، ط ، طا ، م
(١١) المقصود : المقصودة ج ، ص ، ط.