ومنه غير ناطق ، لأن الجسم بما هو جسم فقط ليس مستعدا (١) لأن يكون ناطقا وغير (٢) ناطق ، بل يحتاج (٣) إلى أن يكون أولا ذا نفس حتى يكون ناطقا. وإذا وجد الجنس (٤) فصلا فيجب أن تكون تلك (٥) الفصول التي بعده فصولا تعرف (٦) تخصيص (٧) ذلك (٨) الفصل (٩) ، فإن ذا النطق وعديم النطق تعرف حال فصل كونه ذا نفس ، فإنه ذو نطق وعديم النطق (١٠) (١١) من جهة ما هو ذو نفس ، لا من جهة أنه أبيض أو أسود أو شيء آخر البتة بالفعل (١٢). وكذلك كون الجسم ذا نفس أو غير ذي نفس ليس له هذا بسبب شيء البتة من الأجناس المتوسطة ، فإذا عرض لطبيعة الجنس أيضا عوارض ينفصل بها (١٣) لم يخل إما أن يكون الاستعداد للانفصال بها أنما هو لطبيعة الجنس ، أو لطبيعة أعم منها ، كما كان قبل لطبيعة أخص منها. فإن كان لطبيعة أعم منها ، مثل أن الحيوان منه أبيض وأسود (١٤) ، والإنسان منه ذكر وأنثى ، فليس ذلك من فصوله بل الحيوان إنما صار أبيض وأسود (١٥) لأجل أنه جسم طبيعي ، وقد صار ذلك الجسم الطبيعي قائما بالفعل ثم وضع بهذه العوارض ، وهو يقبلها ، وإن لم يكن حيوانا ، والإنسان إنما صار مستعدا للذكر والأنثى لأجل أنه حيوان ، فهذا لا يكون فصلا للجنس.
وأيضا قد (١٦) تكون أشياء خاصة بالجنس (١٧) تقسمه كالذكر والأنثى بالحيوان ، ولا تكون فصولا (١٨) بوجه من الوجوه ، وذلك لأنها إنما كانت تكون فصولا لو كانت عارضة للحيوان من جهة صورته حتى انقسمت بها صورته انقساما أوليا ، ولم تكن
__________________
(١) مستعدا : مستحقا ج ، ص
(٢) وغير : أو غير ص
(٣) يحتاج : محتاج ج
(٤) الجنس : للجنس ج. (٥) تلك : ساقطة من د
(٦) تعرف : + فصول ط
(٧) تخصيص : تخصص د ، طا
(٨) ذلك : تلك ج ، م. (٩) الفصل : الفصول ج ، د ، طا ، م
(١٠) تعرف ... وعديم نطق : ساقطة من م
(١١) وعديم النطق : وعديم نطق ط ، م. (١٢) بالفعل : بالفصل ط
(١٣) بها : فيها ج ، ط ، م. (١٤) وأسود : أو أسود ط ؛ والأسود م
(١٥) وأسود : أو أسود ط. (١٦) قد : فقد د
(١٧) بالجنس : بالجسم م ؛ + تقسمه ج ، د ، ص ، ط
(١٨) فصولا : فصلا د ، ط.