ولنتكلم على العلل والمعلولات التي تناسب الوجه الأول. ولنورد الأقسام التي قد يظن في الظاهر أنها أقسامه ، فنقول : قد (١) يظن في الوجه (٢) الأول أنه قد يكون المعلول في كثير منه أنقص وجودا من العلة في ذلك المعنى ، إن كان ذلك المعنى (٣) يقبل الأشد والأنقص مثل (٤) الماء إذا تسخن عن النار ، وقد يكون (٥) في ظاهر النظر مثله أيضا ، قبل ذلك أو لم يقبل ، مثل النار فإنها يعتقد فيها ، في (٦) الظاهر ، أنها (٧) تحيل غيرها مثل نفسها نارا في الظاهر فيكون مساويا (٨) لها في صورة (٩) النارية ، لأن تلك الصورة لا تقبل الأزيد والأقل (١٠) ، ومساويا له في العرض اللازم من السخونة المحسوسة إذ (١١) كان صدور ذلك الفعل عن الصورة المساوية لصورته (١٢) وعنه أيضا ، والمادة مساوية في التهيؤ.
وأما كون المعلول أزيد في المعنى الذي هو (١٣) من العلة ، فهو الذي يرى أنه لا يمكن البتة ولا يوجد في الأشياء المظنونة عللا ومعلولات ، لأن تلك الزيادة لا يجوز أن يكون حدوثها بذاتها ، ولا يجوز أن يكون حدوثها لزيادة (١٤) استعداد (١٥) المادة ، حتى يكون قد أوجب (١٦) ذلك خروج الشيء (١٧) إلى الفعل بذاته ، فإن الاستعداد ليس سببا للإيجاد ، فإن جعل سببها العلة والأثر الذي وجد عن العلة معا ، فتلك الزيادة تكون معلولة (١٨) أمرين لا معلولة أمر واحد ، وهما مجموعين يكونان أكثر وأزيد من المعلول الذي هو (١٩) الزيادة.
فإن (٢٠) سلمنا (٢١) هذه (٢٢) الظنون إلى أن نستبين (٢٣) حالها (٢٤) ، ساغ لنا أن نقول : إنه إذا كان المعنى في المعلول والعلة متساويا في الشدة والضعف (٢٥) فإنه يكون للعلة ، بما هي علة ، التقدم الذاتي لا محالة في ذلك المعنى. والتقدم الذاتي ، الذي له في ذلك المعنى معنى من حال ذلك
__________________
(١) ( الأولى ) قد : ساقطة من ب. (٢) الوجه : وجه د. (٣) إن كان ذلك المعنى : ساقطة من ط. (٤) مثل : + ذلك ط. (٥) وقد يكون : فإنه قد يكون ص ، ط : وأنه قد يكون : ب ، د. (٦) فى ( الأولى ) : من ط
(٧) أنها : أنه ح. (٨) مساويا : مساوية ب ، ص. (٩) فى صورة : فى الصورة ح ، ص ، ط. (١٠) والأقل : ولا الأقل ح : والأنقص ط. (١١) إذ : إذا د. (١٢) لصورته : لصورتها ب. (١٣) هو : ساقطة من ب ، ح ، ص ، ط ، م. (١٤) لزيادة : بزيادة ح ، د ، ط. (١٥) استعداد : واستعداد د. (١٦) أوجب : أوجبت د. (١٧) الشىء : شىء د ، م. (١٨) معلولة : معلول ب ، ح ، د ، ص ، م. (١٩) الذي هو : التي هى ب. (٢٠) فإن : وإن ط. (٢١) سلمنا : أسلمنا ، د ، م. (٢٢) هذه : فهذه ب. (٢٣) نستبين نستبرأ ب ، ح ، ص ، ط ، م
(٢٤) حالها : أحالتها د. (٢٥) والضعف : والنقص ب.