ظن أنه متحرك إليه بنفسه ، وليس كذلك (١). فقد (٢) تبين (٣) لنا (٤) في مواضع أخرى أنه لا يجوز أن يكون شيء واحد فاعلا وقابلا لشيء واحد من غير أن يتجزأ ذاته ، لكن العنصر إذا كان مبدأ حركته فيه بذاته كان متحركا عن الطبيعة ، وكان ما يكون منه طبيعيا ، وإذا كان مبدأ الحركة (٥) فيه (٦) من خارج ولم يكن (٧) له أن يتحرك إلى ذلك الكمال من نفسه (٨) كان ما يكون منه صناعيا أو جاريا مجراه ، فهذا جمل ما نقوله في العنصر.
وأما الصورة فنقول : قد يقال صورة لكل معنى بالفعل يصلح أن يفعل حتى تكون الجواهر المفارقة صورا بهذا المعنى.
ويقال (٩) صورة لكل هيئة وفعل يكون في قابل وحداني أو بالتركيب (١٠) حتى تكون الحركات والأعراض صورا. ويقال صورة لما تتقوم (١١) به المادة بالفعل فلا تكون حينئذ الجواهر العقلية والأعراض صورا. ويقال صورة لما تكمل به المادة وإن لم تكن متقومة بها بالفعل ، مثل الصورة (١٢) وما يتحرك بها (١٣) إليها بالطبع ، ويقال صورة خاصة لما يحدث في المواد بالصناعة من الأشكال وغيرها. ويقال (١٤) صورة لنوع الشيء (١٥) ولجنسه ولفصله ولجميع ذلك. وتكون كلية الكلي صورة للأجزاء (١٦) أيضا ، والصورة قد تكون ناقصة كالحركة (١٧) وقد تكون تامة كالتربيع والتدوير.
وقد علمت أن الشيء الواحد يكون صورة وغاية ومبدأ فاعليا من وجوه مختلفة. وفي الصناعة أيضا ، فإن الصناعة (١٨) هي صورة المصنوع في النفس ، فإن البناء في نفسه صورة الحركة إلى صورة البيت ، وذلك هو المبدأ الذي يصدر عنه حصول الصورة في مادة البيت ، وكذلك الصحة هي (١٩) صورة البرء ، ومعرفة العلاج هي صورة الإبراء. والفاعل (٢٠) الناقص يحتاج إلى حركة وآلات (٢١) حتى يصدرما في نفسه محصلا في المادة ،
__________________
(١) كذلك : ذلك د. (٢) فقد : قد ب ، ح ، د ، م
(٣) تبين : يتبين م. (٤) لنا : لك ح. (٥) حركته فيه بذاته ... مبدأ الحركة : ساقطة من م
(٦) فيه : ساقطة من د. (٧) ولم يكن : وأن لم يكن ص. (٨) من نفسه : بنفسه د ، ص ، ط ، م
(٩) ويقال : وقد يقال ب ، ح ، ص ، ط. (١٠) أو بالتركيب : وبالتركيب د
(١١) تتقوم : تكمل مقومة د. (١٢) الصورة : الصحة ب ، ح ، ص ، ط ، م
(١٣) بها : ساقطة من ب ، ح ، ص ، ط ، م. (١٤) ويقال : أو يقال ب
(١٥) الشيء : شي ب. (١٦) للأجزاء : فى الأجزاء ح ، د ، ص ، ط ، م
(١٧) كالحركة : كحركة د. (١٨) فإن الصناعة : ساقطة من ب
(١٩) هى : هو : د ، م. (٢٠) والفاعل : فالفاعل ح. (٢١) وآلات : والآلات ح ، ص.