ونقرر من رأس فنقول : بالجملة إن (١) الفصول وما يجري مجراها لا يتحقق بها حقيقة المعنى الجنسي من حيث (٢) معناه ، بل (٣) إنما كانت علة لتقويم (٤) الحقيقة موجودة ، فإن الناطق ليس (٥) شرطا يتعلق به الحيوان في أن له معنى الحيوان وحقيقته ، بل في أن يكون موجودا معينا. وإذا كان المعنى (٦) العام هو نفس واجب الوجود ، وكان الفصل يحتاج إليه في أن يكون واجب الوجود موجودا ، فقد (٧) دخل ما هو كالفصل في ماهية ما هو كالجنس ، والحال فيما يقع به اختلاف غير فصلي في جميع هذا ظاهر (٨) ، فبين أن وجوب الوجود ليس مشتركا فيه ، فالأول لا شريك له ، وإذ هو بريء عن كل مادة وعلائقها وعن الفساد ، وكلاهما شرط مع (٩) ما يقع (١٠) تحت التضاد ، فالأول لا ضد له.
فقد وضح أن الأول لا جنس له ، ولا ماهية له ، ولا كيفية له ، ولا كمية له (١١) ، ولا أين له ، ولا متى له ، ولا ند له ، ولا شريك له ، ولا ضد له ، تعالى وجل ، وأنه لا حد له ، ولا برهان عليه ، بل هو البرهان على كل شيء ، بل هو (١٢) إنما عليه الدلائل الواضحة ، وأنه إذا حققته (١٣) فإنما (١٤) يوصف بعد الإنية بسلب المشابهات عنه ، وبإيجاب الإضافات كلها إليه (١٥) ، فإن كل شيء منه وليس هو مشاركا لما منه (١٦) ، وهو مبدأ (١٧) كل شيء وليس هو شيئا من الأشياء بعده.
__________________
(١) إن : ساقطة من ط. (٢) حيث : + هو ص ، ط. (٣) بل : ربما ب ، د ، ص ، ط ، م. (٤) لتقويم : بتقويم ط. (٥) ليس : ساقطة من ط. (٦) المعنى : معنى ح ، ص ، ط. (٧) فقد : ساقطة من ب ، د ، م. (٨) ظاهر : أظهر ج ، د ، ص ، ط ، م. (٩) مع : ساقطة من ب ، د ، ص ، ط ، م. (١٠) يقع : + به ط. (١١) ولا كمية له : ولا كمية ب. (١٢) شىء بل هو : شىء بل ب ، ح ، د ، ط ، م. (١٣) حققته : حقيقته ب ، ح ؛ كان حقيقته د ، ص. (١٤) فإنما : وإنما ب. (١٥) إليه : له ح ؛ + له م. (١٦) لما منه : كالماهية د ، ط. (١٧) مبدأ : ساقطة من ، ب ، د ، ح ، م.