مثال الأول وقوع سحب كثيرة وتراكمها ، وأظلال جبال شاهقة تمنع تأثير الشمس في الثمار على الكمال.
ومثال الثاني حبس (١) البرد للنبات المصيب لكماله في وقته ، حتى يفسد الاستعداد الخاص وما يتبعه (٢). وجميع سبب الشر أنما يوجد فيما تحت فلك (٣) القمر وجملة ما تحت فلك القمر طفيف (٤) بالقياس إلى سائر الوجود كما علمت.
ثم الشر أنما يصيب أشخاصا ، وفي أوقات. والأنواع محفوظة ، وليس الشر الحقيقي يعم أكثر الأشخاص ، إلا نوعا من الشر. واعلم أن الشر الذي هو (٥) بمعنى العدم ، إما أن يكون شرا بحسب أمر واجب أو نافع قريب من الواجب ، وإما أن لا يكون شرا بحسب ذلك ، بل شرا بحسب الأمر الذي هو ممكن في الأقل (٦). ولو وجد كان (٧) على سبيل ما هو فضل من الكمالات التي بعد الكمالات الثانية ، ولا مقتضى (٨) له من طباع الممكن هو فيه. وهذا القسم غير الذي (٩) نحن فيه ، وهو الذي استثنيناه ، هذا وليس هو شرا بحسب النوع ، بل بحسب اعتبار زائد على واجب النوع كالجهل بالفلسفة ، أو بالهندسة (١٠) أو غير ذلك ، فإن ذلك ليس (١١) شرا من جهة ما نحن ناس ، بل هو شر بحسب كمال الإصلاح (١٢) في أن يعم ، وستعرف (١٣) أنه (١٤) أنما (١٥) يكون بالحقيقة شرا إذا اقتضاه شخص إنسان ، أو شخص نفسه ، وإنما يقتضيه الشخص لا لأنه إنسان أو نفس ، بل لأنه قد ثبت عنده حسن (١٦) ذلك واشتاق إليه (١٧) ، واستعد (١٨) لذلك الاستعداد كما سنشرح لك (١٩) بعد. وأما قبل ذلك فليس مما ينبعث الشيء إليه (٢٠) في بقاء طبيعة النوع انبعاثه إلى الكمالات الثانية التي تتلو الكمال (٢١) الأول ، فإذا لم يكن ، كان عدما في أمر ما (٢٢) يقتضي (٢٣) في الطباع. فالشر في أشخاص الموجودات قليل ،
__________________
(١) حبس : حسن م. (٢) يتبعه : تبعه ص ، م. (٣) فلك : ساقطة من ب ، م. (٤) طفيف : ضفيف د ، ط. (٥) هو : ساقطة من ط. (٦) الأقل : الأول ط. (٧) كان : لكان د ، ص ، م. (٨) مقتضى : يقتضى ب. (٩) الذي : ما ط. (١٠) أو بالهدسة : أو الهدسة ح ، ص. (١١) ليس : ساقطة من ح. (١٢) الاصلاح : لإصلاح ب ، م. (١٣) وستعرف : ستعرفه م ؛ وستعرفه د. (١٤) أنه : ساقطة من ب ، د ، م. (١٥) إنما : وأنما ب ، د ، م. (١٦) حسن : وحسن ط. (١٧) إليه : ساقطة من د ، م. (١٨) واستعد : مستعد ب. (١٩) لك : ذلك ط. (٢٠) إليه : مقابله م. (٢١) الكمال : الكمالات ط. (٢٢) ما : ساقطة من ب ، ح ، د ، م ؛ + مقتضى كان ب ، ح ، د ، ص ، ط. (٢٣) يقتضى : مقتضى م ؛ ساقطة من ب ، د ، ص ، ط.