من اللذات البهيمية ، ويفرض (١) على النفس (٢) المحاولة لتلك الحركات وذكر (٣) الله تعالى (٤) والملائكة وعالم السعادة (٥) شاءت أم (٦) أبت ، فيتقرر (٧) لذلك فيها هيئة الانزعاج عن هذا البدن وتأثيراته ، وملكة التسلط على البدن ، فلا تنفعل عنه ، فإذا (٨) جرت عليها (٩) أفعال بدنية لم تؤثر فيها هيئة وملكة تأثيرها لو كانت مخلدة إليها (١٠) منقادة لها (١١) من كل وجه. ولذلك (١٢) قال (١٣) القائل الحق : « إن الحسنات يذهبن السيئات » فإن دام هذا الفعل من الإنسان استفاد ملكة التفات (١٤) إلى جهة الحق وإعراض عن الباطل ، وصار شديد الاستعداد للتخلص إلى السعادة بعد المفارقة البدنية. وهذه الأفعال لو فعلها فاعل ولم يعتقد أنها فريضة من عند الله ، وكان مع اعتقاده ذلك يلزم في كل فعل أن يتذكر الله ويعرض عن غيره ، لكان جديرا بأن يفوز من هذا الزكاء (١٥) بحظ (١٦) ، فكيف إذا (١٧) استعملها من يعلم أن النبي من عند الله تعالى (١٨) وبإرسال الله تعالى (١٩) ، وواجب في الحكمة الإلهية إرساله ، وأن جميع ما يسنه فإنما هو مما وجب من (٢٠) عند الله أن يسنه ، وأن جميع ما يسنه (٢١) (٢٢) عن عند الله تعالى (٢٣). فالنبي فرض عليه من عند الله أن يفرض عباداته ، وتكون الفائدة في العبادات للعابدين فيما يبقى به فيهم السنة والشريعة التي هي أسباب وجودهم ، وفيما (٢٤) يقربهم عند المعاد من الله زلفى بزكائهم (٢٥) ، ثم هذا الإنسان هو المليء بتدبير أحوال الناس على ما تنتظم به أسباب معايشهم (٢٦) ومصالح معادهم ، وهو إنسان متميز عن سائر الناس بتألهه.
__________________
(١) ويفرض : ويعرض ح ، ص. (٢) النفس : + عند المجادلة ح. (٣) وذكر : ذكر ، ب ، د ص ، ط. (٤) تعالى : ساقطة من ب. (٥) السعادة : السعادات د. (٦) أم : أو ب. (٧) فيتقرر : فيقرر ح ، د ، ط ، ص. (٨) فإذا : وإذا د. (٩) عليها : عليه أيضا ب. (١٠) إليها : إليه د. (١١) لها : له ب ، د. (١٢) ولذلك : لذلك ب. (١٣) قال : ما قال ب ، د ، ص. (١٤) التفات : الالتفات د. (١٥) الزكاء : الذكاء د. (١٦) بخط : ساقطة من د. (١٧) إذا : + كانت د. (١٨) تعالى : ساقطة من ب ، د. (١٩) تعالى : ساقطة من ب ، د. (٢٠) من : ساقطة من د. (٢١) وأن جميع ما يسنه : ساقطة من د. (٢٢) جميع ما يسنه : السنه ب ، ح ؛ ما يسنه ص. (٢٣) تعالى : ساقطة من ب ، د. (٢٤) وفيما : بما د ، ب. (٢٥) بزكائهم : بزكاتهم د. (٢٦) معايشهم : معيشتهم ب ، د.