وكان عليهالسلام إذا صلى برز إلى موضع خشن فيصلي فيه ويسجد على الارض فأتى الجبان وهو جبل بالمدينة يوما ثم قام على حجارة خشنة محرقة فأقبل يصلي وكان كثير البكاء فرفع رأسه من السجود وكأنما غمس في الماء من كثرة دموعه.
وعن ربيعة بن كعب ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إذا صليت فصل صلاة مودع.
٥٥ ـ عدة الداعى : فيما أوحى الله إلى داود عليهالسلام لربما صلى العبد فأضرب بها وجهه ، وأحجب عني صوته ، أتدري من ذلك ياداود؟ ذلك الذي يكثر الالتفات إلى حرم المؤمنين بعين الفسق ، وذلك الذي حدثته نفسه لو ولي أمرا لضرب فيه الاعناق ظلما.
ياداود نح على خطيئتك كالمرءة الثكلى على ولدها ، وكم ركعة طويلة فيها بكاء بخشية قد صلاها صاحبها لاتساوي عندي فتيلا حين نظرت في قلبه ووجدته إن سلم من الصلاة وبرزت له امرءة وعرضت عليه نفسها أجابها وإن عامله مؤمن خانه (١).
وعن النبي صلىاللهعليهوآله قال : ألا أدلكم على أكسل الناس ، وأسرق الناس ، وأبخل الناس ، وأجفى الناس ، وأعجز الناس؟ قالوا : بلى يارسول الله صلىاللهعليهوآله قال : فأما أبخل الناس فرجل يمر بمسلم ولا يسلم عليه ، وأما أكسل الناس فعبد صحيح فارغ لايذكر الله بشفة ولا بلسان ، وأما أسرق الناس فالذي يسرق من صلاته فصلاته تلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه ، وأما أجفى الناس فرجل ذكرت بين يديه فلم يصل علي ، وأما أعجز الناس فمن عجز عن الدعاء.
وعنهم عليهماالسلام صلاة ركعتين بفص عقيق تعدل ألف ركعة بغيره.
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : قال : أوحى الله إلى أن يا أخا المرسلين يا أخا المنذرين أنذر قومك لايدخلوا بيتا من بيوتي ولاحد من عبادي عند أحدهم مظلمة ، فاني ألعنه مادام قائما يصلي بين يدي حتى يرد تلك المظلمة ، فأكون سمعه الذي يسمع به ، وأكون بصره الذي يبصر به ، ويكون من أوليائي وأصفيائي ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء في الجنة.
____________________
(١) عدة الداعى : ٢٣.