ثم الاشهر في معناها أن لا يكون مرتكبا للكبائر ، ولا مضرا على الصغاير ، وللعلماء في تفسير الكبيرة اختلاف شديد ، فقال قوم هي كل ذنب توعد الله عليه بالعقاب في الكتاب العزيز ، وقال بعضهم : هي كل ذنب رتب عليه الشارع حدا أو صرح فيه بالوعيد ، وقال طائفة : هي كل معصية تؤذن بقلة اكتراث فاعلها بالدين ، وقال جماعة : هي كل ذنب علمت حرمته بدليل قاطع ، وقيل : كلما توعد عليه توعد شديد في الكتاب والسنة ، وقيل : ما نهى الله عنه في سورة النساء من أوله إلى قوله تعالى « إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه » (١) الآية.
وقال قوم الكبائر سبع : الشرك بالله ، وقتل النفس التي حرم الله ، وقذف المحصنة وأكل مال اليتيم ، والزنا ، والفرار من الزحف ، وعقوق الوالدين ، وقيل : إنها تسع بزيادة السحر والالحاد في بيت الله ، أي الظلم فيه ، وزاد عليه في بعض الروايات للعامة أكل الربوا ، وعن علي عليهالسلام زيادة على ذلك شرب الخمر والسرقة.
وزاد بعضهم على السبعة السابقة ثلاث عشرة اخرى : اللواط ، والسحر ، والربوا ، والغيبة ، واليمين الغموس ، وشهادة الزور ، وشرب الخمر ، واستحلال الكعبة ، والسرقة ، ونكث الصفقة ، والتعرب بعد الهجرة ، واليأس من روح الله ، والامن من مكر الله.
وقد يزاد أربعة عشرة اخرى : أكل الميتة ، ولحم الخنزير ، وما اهل لغير الله به من غير ضرورة ، والسحت ، والقمار ، والبخس في الكيل والوزن ، ومعونة الظالمين ، وحبس الحقوق من غير عسر ، والاسراف ، والتبذير ، والخيانة ، والاشتغال بالملاهى ، والاصرار على الذنوب.
وقد يعد منها أشياء اخر : كالقيادة ، والدياثة ، والغصب ، والنميمة ، وقطيعة الرحم ، وتأخير الصلاة عن وقتها ، والكذب ، خصوصا على رسول الله صلىاللهعليهوآله وسلم ، وضرب المسلم بغير حق ، وكتمان الشهادة ، والسعاية إلى الظالمين ، ومنع الزكاة المفروضة ، وتأخير الحج عن عام الوجوب ، والظهار ، والمحاربة ، وقطع الطريق.
__________________
(١) النساء : ٣١ ، وقد مر البحث عن الاية مستوفى في ج ٧٩ ص ١٠ ـ ١١ ، وشطر منه في ص ٢ و ٣ من المجلد المذكور ، راجعه.