منها المطبوع مع ( تنوير الحوالك ) للسيوطي ط مصطفى محمد بمصر ، فكان بعد فحص ما فيه في كتاب الصلاة وما يتعلق بها فقط من الصفحة ( ١١ ـ ١٧٣ ) من الجزء الأوّل في كتاب الجنائز ، فكانت حصيلة الإحصاء مذهلة ، فما ورد عن ابن عمر نيف على التسعين بثلاث ، وما عن ابن عباس لم يتجاوز ( ١٢ ) ، وعن ابن مسعود روايتان!
فما أدري كيف خالف مالك أمر المنصور في ابن عمر ( وتجنّب شدائد ابن عمر )؟ بينما أطاعه في ابن عباس وابن مسعود؟
والجواب نجده في ( ترتيب المدارك ) للقاضي عياض : ( قال أسامة ابن زيد : لمّا قدم أبو جعفر دخلنا مسلّمين عليه ، وأخذنا مجالسنا فبينما نحن كذلك إذ دخل مالك ، فقال له أبو جعفر : إلى ههنا يا أبا عبد الله ، ولو تركتم قول عليّ وابن عباس وأخذتم بقول ابن عمر ) (١).
وفي رواية ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) عن مالك ـ ( قال : قدم علينا أبو جعفر أمير المؤمنين سنة خمسة ومائة فدخلت عليه ، فقال لي : يا مالك كثر شيبك؟ قلت : يا أمير المؤمنين من أتت عليه السنون كثر شيبه.
قال : يا مالك أراكَ تعتمد قول ابن عمر من بين أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم؟ قلت : يا أمير المؤمنين كان آخر من بقي عندنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاحتاج الناس فسألوه فتمسكوا بقوله.
فقال : يا مالك عليك بما علمت أنّه الحق عندك ، ولا تقولن عليّاً وابن عباس ) (٢).
____________________
(١) نفس المصدر ٢ / ٢١٢.
(٢) الجرح والتعديل ١ / ٣٠.