الصحاح والمسانيد والسنن ، بل وكل التراث السني بأجمعه ، فليلقه في اليمّ ما دام احتمال اختراق الشيعة له بالدسّ فيه. وهذه مزاعم صبيانية لا يقولها إلاّ الأغبياء.
ونعود إلى حديثنا عن المنصور وما كان منه مع مالك في منهجية كتابه بأمره ، ولو أراد منه أن يذكر له جدّه ابن عباس بأكثر ممّا ذكر لأنعم طائعاً خاضعاً خانعاً ، وقد رأينا من المنصور ترخيصاً بعدم ذكر رُخَص ابن عباس فتمّسك به مالك.
فمالك بن أنس نموذج من الرعيل المسالم والراتع بالمغانم.
وثمة نموذج آخر من لون ، عزَّ نظيره فأعزه أميرُه ، مثل عمرو بن عبيد ، وقد جاء في ( مروج الذهب ) بعض أخبار المنصور معه ، نقطف منها هذا الخبر :
( وذكر إسحاق بن الفضل ، قال : بينما أنا على باب المنصور : إذا أتى عمرو بن عبيد فنزل عن حماره وجلس ، فخرج إليه الربيع ، فقال له : ( قم يا أبا عثمان بأبي أنت وأمي ) ، فلمّا دخل على المنصور أمر بأن تُفرش له لبود وقرّبه وأجلسه إليه بعد ما سلّم ، فقال : يا أبا عثمان عظني : فوعظه بمواعظ ، فلمّا أراد النهوض ، قال : قد أمرنا لك بعشرة الآف درهم ، قال : لا حاجة لي فيها ، قال أبو جعفر : والله لتأخذنها ، قال : لا والله لا أخذتها ، وكان المهدي حاضراً ، فقال : يحلف أمير المؤمنين وتحلف أنت؟