العلوي ، قال : حدثني أبو عثمان المازني ، قال : حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، عن أبيه ، قال : حدثني شريك بن عبد الله ، قال : سعى بي الربيع إلى المهدي وزعم أنّي رافضي ، قال : فأرسل إليّ فأخذت أخذاً عنيفاً وعليّ كمة لأطئة وكساء أبيض وخفّان ، فدخلت عليه فسلّمت ، قال : لا سلّم الله عليك! قال : قلت يا أمير المؤمنين إنّ الله يقول : ( وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) (١) ، فو الله ما حييّتني بأحسن من تحيتي ، ولا رددتها عليَّ ، قال : ألم أوطئ الرجال عقبيك وأنت رافضي ملعون : قال : قلت : يا أمير المؤمنين مثلك لا يمنّ بمعروفه. وأمّا قولك : إني رافضيّ ، فإن كان الرافضي من أحبّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة وعليّاً والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين ، فأنا أشهد الله وأشهدك أنّي رافضي أتّبعهم يا أمير المؤمنين. قال معاذ الله ، ثم قال : ما أحسبنا إلاّ وقد روّعناك ، هاتوا بدرة ، فأتوا ببدرة فدفعت إليّ ، فحملتها على عنقي ، فلمّا خرجت ، قال لي الربيع : كيف رأيت؟ قال : قلت : إذا شئت فعُد ) (٢).
ولشريك هذا مواقف أخر مع المهدي تنبىء عن جزالة رأي وفصاحة لسان وقوة جنان ، ذكر وكيع بعضاً منها فلتراجع في كتابه ( أخبار القضاة ) (٣). وسيأتي بعض ذلك في عهد الرشيد فانتظر ، ومع هذا كلّه فقد كان شريك لا يقبل شهادة من لا يتولى الشيخين ، ومع هذا فهو يشعر في قرارة نفسه أنّه باع دينه لتوليه القضاء لبني العباس ، كما في
____________________
(١) النساء / ٨٦.
(٢) أخبار القضاة ٣ / ١٥٥.
(٣) نفس المصدر ٣ / ١٤٩ ـ ١٥٧.